شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

قيامه ودعوته #

صفحة 17 - الجزء 1

  مذهب أهل البيت $، وإقامة العدل ومحو الظلم، فابتدأ دعوته # من ضعف شديد، واستعان بمالك رقاب العبيد، فهو الناصر لأوليائه، المذل لأعدائه، فكان ابتداء دعوته # من أواخر شهر محرم أول سنة ١٠٠٦ هـ من بلاد بني سنحان، وأول من بايعه من الناس رجل من مشائخ قارة يسمى الشيخ عبدالله بن مسعود، ثم لم يتهيأ له تمام الأمر والظهور في ذلك الوقت فتريث الإمام قليلاً، وبعد ذلك عزم على إتمام الأمر وإظهار الدعوة، وكان ذلك لليلة خلت من صفر في نفس العام وطلع إلى جهة قارة، والظاهر الآن أنها تسمى قارية من بلاد الشرف لواء حجة، واستمر في أخذ البيعة من الناس وبث كتبه ورسائله في البلاد لنشر الدعوة وإظهار الدولة فاشتد ذلك على الأتراك وقاموا بتتبعه ومحاصرته مما اضطره # إلى نشر الدعوة سراً إلى أن يستتب له الأمر، وبقي على ذلك إلى أن بايعه الكثير من العلماء الأفاضل وغيرهم من الناس، ثم إنه لما ظهرت دعوته # وانتشرت بدأ أنصاره بالالتفاف حوله والمسير إليه، فبينا هو ذات يوم في جبل مطل على وادي مور وقد التأم إليه ما يقرب من أربعمائة أو خمسمائة نفر وفي صبيحة ذلك اليوم كان مع أنصاره يعظهم ويجيب على أسئلتهم فإذا برجل من البدو قد أقبل بثلاثة رؤوس من البقر ضيافة للإمام ومن معه وهم في أعلى الجبل لا يجدون الطعام ففرقها الإمام بين أصحابه أثلاثاً وأمر كل فريق منهم بإصلاح طعامه فأخذوا لتجهيز ذلك وقام معهم ليحتطب فأقسم عليه أصحابه ألا يفعل وأن يعود إلى مكانه، وفجأة سمعوا صوته # وهو يقول: القوم القوم، وإذا ببيارق الظالمين قد شرعت فيهم، ولم يشعروا بهم إلا وهم في أطرافهم فاجتمع أصحاب الإمام إليه ووقع قتال عظيم، قتل وجرح فيه عدد يسير من أصحاب الإمام، واستطاع الإمام أن يتخلص ويخلص أصحابه حتى نجا هو ومن معه وانحدروا إلى وادي مور، وأصلحوا طعامهم، وقام الإمام يعظ أصحابه ويشجعهم ويبث الدعاة ويولي الولاة وكانت هذه هي