(فصل): في ذكر الكفر والنفاق والفسق وحقائقها
  بالله تعالى أو نبيئه أو بشيء مما جاء به أو تكذيبه في شيء مما علم ضرورة أنه جاء به بقول أو فعل أو تعظيم غير الله كتعظيمه أو الدخول في الشعار المختص بمن هو كذلك جرأة وتمرداً.
  ثم فسر # هذه الألفاظ ثم قال: ويلحق بهذه الجملة الموالاة لمن هذه صفته فإنه في حكم من التزم بشعاره بدليل قوله تعالى: {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: ٥١].
  قال: فهذا حد الكفر الجامع لأنواعه على سبيل التفصيل. انتهى.
  وقال الشيخ أبو القاسم البستي في كتاب البحث: اعلم أن جميع الكفر لا يخرج عن الجهل بالله تعالى أو التشبيه أو الخروج من التوحيد أو التجوير أو التظليم أو التكذيب فمن اعتقد قدم العالم ونفى الصانع وأضاف الصنع إلى نجم أو طبع أو نحو ذلك إنما يكفر بالجهل بالله تعالى.
  قال: ومن قال بالتشبيه والتثليث كالثنوية والنصارى وعبدة الأوثان فكفرهم لخروجهم من التوحيد، ومن وصف الله بالظلم والجور فكفره لكونه مظلِّماً لله تعالى، ومن كذب بالرسل فإنه كفر لتكذيبه.
  قال: فكل كفر من طريق القول والاعتقاد لا يخرج عن هذه الوجوه الخمسة فالكفر في الملل والأديان والمذاهب لا يقع إلا في هذه الخصال.
  قال: فأما ما يقع لا من طريق التدين كالسجود للغير أو شد الزنار أو لبس الغيار أو الاستخفاف بالأنبياء $ فهو خارج عما نحن بصدده لأن غرضنا بيان ما هو كفر من المذاهب والملل. انتهى.
  قلت: والمراد هنا ما يصير به المكلف كافراً مطلقاً، واعلم أن ظاهر كلام الناصر # وغيره من قدماء أهل البيت $ أن اسم الكفر باق على معناه اللغوي وهو كفر النعمة وإن كان مختلفاً باختلاف العصيان.
  قال الناصر # في كتاب البساط: اعلم هداك الله أن للكفر أوصافا ومعانياً،