شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الكفر والنفاق والفسق وحقائقها

صفحة 105 - الجزء 4

  فالفسق والظلم والإجرام وغير ذلك من أسماء المعاصي من أسماء الكفر ومعانيه وراجع [إليه]⁣(⁣١) لأن ذلك أجمع من الكفر لنعم الله لركوب معاصيه.

  قلت: وهذا قياس ما يأتي للإمام # من أن المرتكب الكبيرة يسمى كافر نعمة، والله أعلم.

[النفاق لغة وديناً]

  (و) أما (النفاق) فحقيقته (لغة): أي في اللغة (الرياء) والرياء ممدود مصدر راآى رياءً ومراآة مثل قاتل قتالاً ومقاتلة أي فعل فعلاً لأجل يراه غيره طلباً للثناء ونحوه. هكذا ذكره الإمام # في تفسير النفاق.

  وحاصله إظهار المحبوب وإبطان المكروه.

  (و) حقيقة النفاق (ديناً) أي في الدين بنقل الشارع: هو (إظهار الإسلام وإبطان الكفر).

  قال في الصحاح: وهو مأخوذ من النافقاء وهو أحد جحرة اليربوع يكتمها ويظهر غيرها وهو موضع يرقِّقه فإذا أتي من جهة القاصعاء ضرب النافقاء براسه فانتفق أي خرج.

  (و) روي (عن القاسم) بن إبراهيم (#) أنه قال: (بل) النفاق هو (الرياء فقط) وهو إظهار الخير وإبطان الشر، وأن الشارع لم ينقله إلى من أبطن الكفر وأظهر الإسلام فقط، ومثله ذكر زيد بن علي والناصر للحق @ وغيرهما (لقوله تعالى) في وصف المنافقين المظهرين لخلاف ما يبطنون من الشر: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ (هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ}) [آل عمران: ١٦٧]،


(١) ما بين المعقوفين مفقود في الأصل، وما أثبتناه من كتاب البساط.