كتاب المنزلة بين المنزلتين
  كذباً، ومن كذب الله تعالى ورسوله فهو كافر.
  وقد عرفت بما تقدم من كلام القاسم # أنه لا يمنع من تسمية من أسر الكفر وأظهر الإسلام منافقاً كافراً؛ لأن المنافق عنده # باق على أصل وضعه وهو من يبطن من الشر خلاف ما يظهر من الخير.
  وقال الهادي # في كتاب المنزلة بين المنزلتين ما لفظه: باب ذكر المنافقين وذكر الله سبحانه المنافقين في كتابه وأخبر بصفتهم وفرق بينهم وبين أهل الكبائر من أهل الصلاة فقال ø: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ١٤}[البقرة]، وفسقة قومنا لا يستهزئون بالله ولا بالنبي.
  وقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}[النساء: ١٤٥]،
  وقال تعالى: {وَقَالُوا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ١٢}[الأحزاب]، وأهل الكبائر لا يقولون ذلك.
  وقال تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ١}[المنافقون]، إلى قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ٨}[المنافقون]، فهذه صفة المنافقين وليست بصفة أهل الكبائر وأهل الحدود من أهل الصلاة.
  وقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}[النساء: ١٤٢]، إلى قوله تعالى: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ١٤٣}[النساء]، ومن أهل الكبائر من يقوم إلى الصلاة نشاطاً ولا يرائي بها ويكثر من ذكر الله وليسوا بمرتدين ولكنهم آثروا شهوتهم فبعضهم يوجب الوعيد على نفسه ويؤمل التوبة وبعضهم يدين بدين المرجئة.