شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 110 - الجزء 4

  وقال الله ø: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ ...} الآية [التحريم: ٩]، وقال تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ...} الآية [التوبة: ٦٤]، والنفاق في كلام العرب إظهار الإيمان وإسرار الكفر وهو الرياء؛ لأن الرياء إظهار الخير وإسرار الشر والفساق قد أظهروا الفسوق ولم يسروه ويكتموه فبرئوا بذلك من النفاق كما أن المرائي إذا أظهر ما في قلبه صار فاجراً فاسقاً وكذلك المنافقون لو أظهروا ما في قلوبهم من الكفر والنفاق لكانوا مجاهرين بالكفر وزال عنهم اسم النفاق ولزمهم اسم الكفر والشرك فبهذه الآيات ونحوها علمنا أن أصحاب الحدود من أهل الكبائر ليسوا بمنافقين ولا كفار وإنما هم فساق ظلمة فجار معتدون وفي هذا نقض من سماهم منافقين من أهل البدع. انتهى.

  وقال الناصر # في كتاب البساط: إن كل عاص منافق، قال: لأن كل من عصى الله بكبائر معاصيه وأصر على ذلك فليس فعله ذلك إلا عن قلة يقين بوعيد الله واستخفاف بحرماته وأنهم في شك من الجنة والنار ومما يدعوهم إليه مريب.

  قال: وذلك لأن القلوب والأبدان والعقول مطبوعة على الحذر من قليل الآلام والأوجاع.

  إلى قوله: وما الغالب على الناس في إصرارهم على معاصي الله إلا قلة اليقين، وما الذي يظهر منهم من الإقرار بالشهادتين والصوم والصلاة إلا شيء قد تعودوه وحقنوا به دماءهم.

  قال: واعلم هداك الله أن كل مستأثر بمعاصي الله أو معاين لها فهو منافق في لغة العرب لأن اسم النفاق إنما أخذ واشتق من جحرة اليربوع.

  إلى قوله: فنفس النفاق في اللغة أن يظن بالإنسان أنه ممن يعمل بطاعة الله