كتاب المنزلة بين المنزلتين
  عليها ولا دليل على اختلاف الأسماء بل دل الدليل على أن اسم الكفر والشرك يعمهم كما عمهم اسم العصيان والظلم والفجور.
  وأما العقاب فمعرفة مقداره وتفاصيله موقوف على السمع، وأما العقل فإنه يحكم أن عصيان من يقتل النفوس بغير حق ويشرب الخمور ويركب الذكور ولا يبالي بما ارتكبه من الفجور مع معرفته بالله سبحانه وإقراره بنبيه ÷ وبالشرائع كلها لكنه لا يفعلها أعظم من عصيان من سجد للصنم ليقربه إلى الله زلفى وقد نطق القرآن في المنافقين بأنهم في الدرك الأسفل من النار فلا يمتنع أن يكون عقاب المنتهكين للمحارم مثلهم إما لأنهم منافقون وإما لأنهم مثلهم في التلبيس بالدين وفعل أفعال الكفرة الجاحدين وعلى هذا يتفق كلام الهادي والناصر @ والله أعلم.
  وقال القاسم بن إبراهيم # في كتاب الشهادة فيما رواه عنه الإمام القاسم بن علي # في كتاب التنبيه والدلائل ما لفظه: ولمشابهة أهل كبائر العصيان لأهل الشرك في الكفر نفسه أوجبنا على كل مسلم ومسلمة ألا يتخذوهم في شيء من صلواتهم أئمة ولا ستراً ولا قبلة.
  قال الإمام القاسم بن علي #: أراد بذلك الدلالة على أهل المعاصي أنهم كأهل الشرك في الكفر وعصيانهم لله سبحانه وتعالى فلما كان ذلك كذلك وجب أن يتقى منهم مثل ما يتقى من أولئك.
  وقال الإمام القاسم بن علي # في جواب من سأله: اعلم أن ذبيحة الفاسق كالميتة فإذا اضطر العبد إليها فلم يجد غيرها حلت له ما كان في ضرورته وفاقته.
  وقال #: إن فساق أهل القبلة ينجسون كل ما ألموا به وإنما يستحل ما ألموا به ضرورة ولا بد من الاتصال بهم في هذا الزمان فاعلم ذلك.