القسم الرابع من أقسام هذا الكتاب الكلام في الوعد والوعيد وما يتعلق بذلك
القسم الرابع من أقسام هذا الكتاب الكلام في الوعد والوعيد وما يتعلق بذلك
  قال #: (كتاب الوعد والوعيد):
  اعلم أن هذا الكتاب له جنبتان عقلية وسمعية فالعقلية تشتمل على بيان ما يستحق على الأفعال وصفة ما يستحق وشرائط الاستحقاق وما يرفع ذلك الاستحقاق وما يحسن إسقاطه وما يجب وكيفية الإسقاط.
  وأما السمعية فهي تشتمل على بيان ما يفعله الله بالعباد مما لا طريق للعقل إليه وحقيقة الوعد والوعيد.
  قال في الصحاح: الوعد يستعمل في الخير والشر. قال: قال الفراء: يقال: وعدته خيراً ووعدته شراً، قال القطامي:
  ألا علللاني كل حي معلل ... ولا تعداني الشر والخير مقبل
  قال: فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير الوعد والعدة وفي الشر الإيعاد والوعيد، قال الشاعر وهو عامر بن الطفيل:
  وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
  فإن أدخلوا الباء في الشر جاءوا بالألف قال الراجز العديل بن الفرح:
  أوعدني بالسجن والأداهم ... رجلي ورجلي شثنة المناسم
  تقديره: أوعدني بالسجن وأوعد رجلي بالأداهم ثم قال: ورجلي شثنة أي قوية على القيد.
  وأما حقيقتهما في الشرع فهو ما ذكره الإمام # بقوله: (الوعد إخبار من الله) سبحانه للمطيع (بالثواب والوعيد إخبار منه) جل وعلا للعاصي (بالعقاب).