(فصل):
(فصل):
  قال #: قالت (العترة $ وصفوة الشيعة و) أكثر (المعتزلة وغيرهم) من علماء أهل الكلام: (وهما) أي الثواب والعقاب (مستحقان عقلاً وسمعاً)، أي: يحكم العقل باستحقاق المطيع الثواب واستحقاق العاصي العقاب والسمع ورد بذلك.
  أما السمع فإن القرآن مملوء بذكر الوعد والوعيد وأنهما جزاء على العمل.
  وأما العقل فلما نذكره الآن إن شاء الله تعالى. ثم اختلف هؤلاء اختلافاً آخر هل يمكن الاستدلال بالسمع وحده على استحقاق العقاب أم لا يمكن الاستقلال بالسمع دليلاً عليه وإنما يصلح مؤكداً لدليل العقل، فقال القاضي عبدالجبار: استحقاق العقاب لا يعلم إلا عقلاً والشرع مؤكد.
  وقال الشيخ أبو رشيد: بل تجوز دلالة الشرع عليه دلالة مستقلة عن العقل.
  وقالت (المجبرة: بل) هما مستحقان (سمعاً فقط) ولا حكم للعقل في ذلك ولا في غيره إذ الحاكم عندهم هو الشرع فقط كما سبق ذكره في مقدمة الكتاب وإلى مثل قولهم إن العقل لا يدرك استحقاق الثواب والعقاب ذهب أبو القاسم المرتضى الموسوي من العدلية وابن الراوندي. ذكره النجري.
  وذهب بعض العترة إلى أن العقل يدل على استحقاق العقاب أي حسنه من الله وذلك لأنه مالك فيفعل في ملكه ما يشاء من ملذ أو مؤلم كما في الشاهد حكاه في الغايات.
  (لنا) حجة على ما ذهبنا إليه (تصويب العقلاء من طلب المكافأة) ممن أحسن إليه (على الإحسان، و) تصويبهم أيضاً (من عاقب المسيء على الإساءة) إليه فلولا أن العقل يحكم بهذا الاستحقاق لما صوبوه وقد مر الرد على المجبرة في إنكارهم لحكم العقل في أول الكتاب.