شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل):

صفحة 210 - الجزء 4

  وأما الاحتجاج على وجوب الثواب على الله تعالى في مقابلة الطاعة وأنه بمثابة الأجرة على الفعل بقوله تعالى: {فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ}⁣[النساء: ١٧٣]، ونحو ذلك فلا يتم لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي سماه أجراً وجعله في مقابلة الطاعة وذلك تفضل منه جل وعلا إذ لو لم يخبرنا بذلك التفضل لما حكم العقل عليه جل وعلا بشيء يستحقه عليه ... (⁣١) ....

  وقال الإمام أحمد بن سليمان #: اعلم أن جزاء العمل مُوجَب والزيادة على الجزاء فضل من الله تعالى ورحمة والزيادة ليس لها حد لأنها فضل من الله وفضل الله لا حد له وقد قدمنا الكلام فيه بما فيه كفاية.

  ويدل على ذلك ما روي عن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «الأعمال عند الله سبعة عملان موجبان وعملان بأمثالهما وعمل بعشرة أمثاله وعمل بسبعمائة وعمل لا يعلم ثوابه إلا الله تعالى، فأما الموجبان فمن أتى الله ø لا يشرك به شيئاً من خلقه وجبت له الجنة، ومن لقي الله وقد أشرك به شيئاً وجبت له النار، ومن عمل سيئة جزي بمثلها ومن أراد أن يعمل حسنة ولم يعمل بها جزي بمثلها ومن عمل حسنة جزي عشراً ومن أنفق ماله في سبيل الله ضوعف له نفقة الدرهم بسبعمائة والدينار بسبعمائة والصيام لله لا يعلم ثوابه إلا الله تبارك وتعالى» ... (⁣٢) ...


(١) هنا بياض في الأصل ... إلى قوله: وقال الإمام.

(٢) هنا بياض في الأصل، إلى قوله: قالت العدلية.