شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[بعض الأدلة على استحقاق العقاب ودوامه والجواب على المخالف من المرجئة وغيرهم]

صفحة 217 - الجزء 4

  نَارًا خَالِدًا فِيهَا ...} الآية)، تمامها {وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ١٤}⁣[النساء].

  وهذه الآية عامة للفاسق والكافر (ونحوها) من الآيات العامة بل والخاصة في أهل الكبائر كثير (ولم يفصل) في الآيات العامة بين الكافر والفاسق من ذلك قوله تعالى: {وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ١٦}⁣[الانفطار]، والضمير للفجار، والفاسق فاجر بإجماع الأمة.

  وقوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}⁣[البقرة: ٢٦٥]، ... إلى قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ١٦٧}⁣[البقرة].

  وقوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً}⁣[البقرة: ٨٠]، إلى قوله: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٨١}⁣[البقرة].

  (و) من الأدلة الخاصة لأهل الكبائر (قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ١٥}⁣[الأنفال]، إلى قوله: {وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٦ ...}) الآية [الأنفال]، وهي قوله: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٦}.

  (وقوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ١٢٣}⁣[النساء].

  قال الإمام المهدي # سبب نزولها أن جماعة من المسلمين واليهود تذاكروا في أمر العقاب فادعى كل فريق أن الله تعالى يهب مسيئهم لمحسنهم ويعفو عنه لسابقة إيمانه بالله والرسول المرسل إليهم ولفضل الصالحين منهم فنزلت هذه الآية الكريمة رداً على دعوى كل فريق منهم بذلك وأخبرهم أن رجاءهم العفو