(فصل): في ذكر شفاعة النبي ÷
  ظنك بقوم نبذوا كتاب الله لما روى لهم بعض النوابت(١) عن عبدالله بن عمرو بن العاص: ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيها أحد وذلك بعدما يلبثون فيها أحقاباً.
  قال: وقد بلغني أن من الضلال من اغتر بهذا الحديث فاعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار.
  قال: وهذا ونحوه والعياذ بالله من الخذلان المبين.
  قال: وأقول: أما كان لابن عمرو في سيفيه ومقاتلته بهما علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ما يشغله عن تسيير هذا الحديث. انتهى.
  (قالوا): أي قالت المرجئة ومن تبعهم: (وردت أحاديث) عن النبي ÷ (بأنها) أي الشفاعة (لأهل الكبائر) من أمته ÷.
  (قلنا) في الجواب عليهم: هي مُخْتَلَقَة (يجب طرحها لإجماع الصحابة على رفض معارض القرآن مما روي من الأخبار) أو تأويلها على ما يوافق محكم القرآن.
  وتأويل الخبر المذكور عن جابر بن عبدالله مرفوعاً: شفاعتي يوم القيامة حق لأهل الكبائر من أمتي ومن لم يكن من أهل الكبائر فما له وللشفاعة مع فرض صحته أن المراد به بعد التوبة.
  (و) أيضاً يجب طرحها (لقدح في متحمليها) أي في رواتها كما سبق ذكره في عبدالله بن عمرو بن العاص وهو ممن قاتل علياً #.
  (ولمعارضتها بصحيح من الأخبار نحو قوله ÷: «صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي لعنهما الله على لسان سبعين نبياً ..» الخبر).
(١) قيل: النوابت قوم من الحشوية لا رأي لهم. وفي الصحاح: النوابت من الأحداث الأغمار. (من هامش الأصل).