الفصل الأول: في ذكر الموت
(فصل): في ذكر عذاب القبر نعوذ بالله تعالى منه
  قال الإمام المهدي # في الغايات: اعلم أن المتكلمين ذكروا مسائل مما وردت به الآثار في عذاب القبر وما بعده ولا وجه لتخصيص ذلك بالذكر إلا كون العلماء اختلفوا في تصحيحه.
  قال: وقد جاء في أشراط الساعة ما اختلف في تصحيحه وتصحيح حمله على ظاهره كالدجال في صفته وتعيينه ونزول عيسى وارتفاع الكعبة والقرآن وخروج الدابة والنار من عدن ونحو ذلك.
  قال: ونحن نذكر ما ورد في ذلك من الآثار وما أغفل أصحابنا ذكره من أحوال القيامة ونرتبه على حد ترتيب وقوعه فنذكر أولاً ما ورد في أحوال الموت ولم يُنْكَر ذلك ثم نذكر ما ورد في عذاب القبر ونعيمه ثم نذكر ما ورد في أشراط الساعة وما اختلف فيه وما لم ينكر منه ثم نذكر ما ورد في أحوال القيامة وما أنكر وما لم ينكر ثم نذكر ما ورد في أحوال أهل الجنة وحال أهل النار نعوذ بالله منها. فهذه فصول خمسة كما ترى.
  قلت: وأنا أذكر منها زبدها نقلاً من كتابه # وغيره لما في ذلك من الفائدة العظيمة.
الفصل الأول: في ذكر الموت
  قال الإمام أحمد بن سليمان #: اعلم أن الموت آخر بلايا المؤمنين، وأول نقمة العاصين وفيه نعمة وثلاث بلايا، أما النعمة فإن الله جعله موعظة للمؤمنين وعبرة للمسلمين وتذكرة لجميع المكلفين وتحذيراً وتخويفاً للمتعبدين، ولولا ذكر الموت وتخوفه ما ازدجر من اتباع الهوى مزدجر ولا فعل ما يؤمر به مؤتمر إلا من علم الله.
  وأما البلايا الثلاث فواحدة منهن لجميع المكلفين، وواحدة خاصة لعيال