شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر عذاب القبر نعوذ بالله تعالى منه

صفحة 254 - الجزء 4

  فلما دفنوه وانصرفوا تأخرت عنهم عند القبر لأسمع ما يكون فيه فانفردت على القبر بعد انصرافهم مصغياً سمعي فسمعت في القبر صوت شخص يتلو هذه الآية الكريمة: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٢}⁣[يونس]، قال: ثم سمعت كلاماً لم أفهم منه إلا كلمة واحدة سمعتها من الصبي وأنا أعرف صوته وكلامه سمعته يقول: هذا ثوب السيد المؤيد أظنه يعني الكفن.

  ثم انصرفت عن القبر فأخبرت بما سمعت قال الإمام المهدي #: هكذا سمعت أنا وحي الصنو | من لسانه في الموضع المذكور وهو في الفضل والورع وصدق اللهجة أشهر من أن يوصف.

  قال: وكان في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة سنة وهذا السيد الحاكي في الحياة.

  قال #: الرواية الثانية: ما أخبرتنا به الأخت⁣(⁣١) الشريفة المطهرة العالمة العاملة عادت بركتها في حال جمعنا هذا الشرح المبارك يعني الغايات في قلعت أبي يزيد قالت: حدثتها امرأة جيدة في بلدة يقال لها رَهَن من بلاد بني سلامة في مساقط بكيل: أنها وجدت جمجمة ميت في خلاء لا يشك أنها رأس ابن آدم


(١) دهماء بنت يحيى بن المرتضى: السيدة العالمة العاملة الناسكة الحافظة لعلوم أهلها دهماء بنت يحيى بن المرتضى أخت الإمام المهدي أحمد بن يحيى مؤلف الأزهار - سلام الله عليهم - ترجم لها العلامة السيد أحمد بن عبد الله الوزير ¦ لها العلوم الواسعة والتصانيف النافعة، لها: (شرح الأزهار) أربعة أجزاء، و (شرح منظومة الكوفي) في الفقه والفرائض، و (مختصر المنتهى في أصول الفقه)، وكتاب (الجواهر) في علم الكلام، وكانت قراءتها على أخيها. قلت: لعله - يعني السيد الهادي بن يحيى - قال: وعلى أخيها المهدي # قرأت عليه هي والإمام المطهر. أقامت في ثلا للتدريس حتى ماتت - رضوان الله عليها - وقبرها مشهور مزور وعليها قبة حسنة، وقد ضمَّ إليها الإمام المتوكل على الله شرف الدين # مسجداً عظيماً، ووسع القبَّة. (مطلع البدور باختصار).