شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر عذاب القبر نعوذ بالله تعالى منه

صفحة 253 - الجزء 4

  تعالى وأكمل عقله ويشاهدهما على صورة حسنة يستَرّ برؤيتهما فتجري مجرى البشارة بالجنة إن كان من أهل الخير وعلى صورة هائلة فاجعة إن كان من أهل النار ثم يسألانه عن ربه ودينه ونبيئه فإن كان من أهل الثواب ثبته الله تعالى فأجاب بالصواب فأحسنا له الكلام وبشراه وأدخلا عليه سروراً عظيماً، وإن كان من أهل العقاب كان بالعكس نسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

  قال #: واعلم أن هذا الخبر إنما يفيد الظن فلا يجوز القطع بمضمونه.

  قال: وبلغنا عن حي الفقيه العلامة لسان المتكلمين حواري أهل البيت الطاهرين أحمد بن حميد الحارثي أنه قال: قد كثر نقل سماع عذاب القبر حتى بلغ التواتر لكثرة الناقلين لسماعه من جهات شتى.

  قال #: ومما صح لنا من نقل ذلك روايتان إحداهما ما حدثنا به السيد الأفضل ربيب حجر العبادة رضيع لبان الزهادة سلالة الآباء الكرام المؤيد بن أبي الفضائل بن محمد بن علي في مسجد زيدان من مدينة صعدة حرسها الله تعالى بالصالحين من عباده وذلك أنا كنا سمعنا الحكاية عنه من غيره فلما وصل إلينا إلى صعدة أيام قراءتنا فيها أنا وحي صنوي رحمة الله عليه وهذا السيد ابن خالنا فوقف معنا أياماً فسألته أنا وحي الصنو قدس الله روحه عما حكي لنا من هذه القصة وذكرناها له.

  فقال: نعم هي كما حكي لكما.

  قال: وذلك أني كنت في صغري أيام تعلمي القرآن أتعلمه أنا وصبيٌ يتيم كان معنا فكانت قراءتي أنا وذلك اليتيم مدة ثم توفي وهو دون البلوغ فكفنه والدي في ثوب كان أعطانيه فلما حملوه للدفن سرت أنا معهم وأنا يومئذ طفل صغير وكنت أسمع من أهلي أن الأطفال يسمعون عذاب القبر دون المكلفين