شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر الصور

صفحة 264 - الجزء 4

  قلنا: ذلك) أي إفراد الضمير (جائز في العربية إجماعاً في نحو هذا الجمع خاصة، يقال: الصوف نفشته) والبسر أكلته.

  ووجهه: أن هذا الجمع جار مجرى المفرد وقد جاء إفراد الضمير في الجمع أيضاً كقوله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ}⁣[النحل: ٦٦]، فأفرد الضمير العائد إلى الأنعام، وفي آية أخرى: {نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا}⁣[المؤمنون: ٢١].

  (و) أما (الناقور) الذي ذكره الله في القرآن في قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ٨ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ٩ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ١٠}⁣[المدثر]، فهو (مجاز) من قبيل الاستعارة (شبه الله دعاءهم) أي الخلائق (إلى المحشر) والحساب (بالنقر في الناقور وهو) أي الناقور في اللغة (آلة نحو الطبل) المعروف (ينقر فيها) أي في تلك الآلة نقراً (لاجتماع القوم عند نهوض الجيش) أي ليجتمعوا وحين يسيروا.

  وقال الهادي # في تفسيره: فالناقور هو علامة من الله يجعلها في يوم الدين تكون ظاهرة في موضع حشر العالمين تظهر علامتها وتسطع عالية آياتها يستدل الخلق أجمعون بها على الموضع الذي يقصدون من موضع الحشر الذي إليه يساقون فيكون قصدهم إلى تلك العلامة التي جعلت لهم.

  قال: وقد يمكن أن تكون هذه العلامة التي سماها الله الناقور نوراً يسطع في ذلك الموضع ويلمع فيكون ذلك علامة لموضع الجمع ويمكن أن تكون تلك العلامة أصوات⁣(⁣١) من دعاة من الملائكة يدعون الناس إلى ذلك المكان فيتيقن


(١) كذا في الأصل (أصوات)، وكذا أيضاً في نسخة (أ) من نسخ الشرح الصغير بغير ألف وعليها في هامش هذه النسخة حاشية قال فيها ما لفظه: هي خبر تكون وقد ثبتت في نسخ بلا ألف ويمكن حملها على لغة ربيعة في الوقف على المنصوب بلا ألف والله اعلم. تمت كاتبها عفا الله عنه =