(فصل) في ذكر الصور
  إلى أن قال: ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ نفخة البعث فتخرج الأرواح كأنها النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض فيقول الله: لترجع كل روح إلى جسده فتدخل الأرواح الخياشيم فتمشي في الأجساد مشي السم في اللديغ ثم تنشق الأرض عنهم سراعاً فأنا أول من تنشق الأرض عنه ..» إلى آخر ما ذكروه في هذا المعنى.
  قلت: وينظر في صحة هذا الخبر وقد قيل: إن النفخ في الصور إنما هو مرتين للإفناء والإحياء وهي الأصح.
  وقال الحسين بن القاسم # في تفسيره الراجفة هي الأرض التي تحرك وتضطرب والرادفة التي تتبع الأرض وترجف معها هي الجبال والله أعلم، والزجرة هي الصيحة، والنفخة وهي الزجرة الآخرة التي يبعثهم الله بها من نومهم ويوقضهم بإيجاده لها بعد موتهم، والزجرة في لغة العرب هي الصيحة.
  قال #: وأحسب والله أعلم أنها مثل مضروب للحياة بعد الموت كما يفزع النائم بالزجرة من الصوت وإن كانت صيحة على الحقيقة فيمكن ذلك ولا يستحيل لأن الله يقدر على إيجاد الصيحة ولا تنكر ذلك العقول. انتهى.
  (قلنا) جواباً على من خالفنا: (لا دليل عليه) أي على القرن الذي زعموه لا (من القرآن) الكريم ولا من السنة الصحيحة المعلومة وقد ثبت من لغة العرب كونه جمع الصوَر والمراد هنا اتفاقاً إحياؤها أو إماتتها فلا حاجة إلى القرن الذي زعموه (ولا ثقة بأخبار الحشوية حيث لم يروه غيرهم).
  قلت: وما ذهب إليه الإمام أحمد بن سليمان # محتمل ويحتمل أن الصوت الذي ذكره الله في القرآن هو غير الصور المذكور في القرآن والله أعلم.
  (قيل: لو كان الصور) وضع (لجميع الصور لما صح إفراد الضمير في قوله تعالى: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ٦٨}[الزمر].