شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب): [في ذكر القيامة]

صفحة 276 - الجزء 4

  تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}) [فصلت: ٥٣]، أي أن الله تعالى حق وأن ما وعد به وأوعد صدق كما سبق ذكره هذا الذي أراده الإمام # ولهذا قال #: (فتتم حينئذ غبطة المطيعين) لله ø بما يصل إليهم ويرونه من النعيم الدائم الذي لا يعلم كنهه إلا الله سبحانه.

  وتتم (وتعظم) أيضاً (حسرة المصرين) على العصيان أي الذين ماتوا على الإصرار وعدم المبالات بغضب الجبار (ولذلك) أي ولأجل حصول العلم البت بالله سبحانه وبأن الواصل إلى المكلفين جزاء وكون ذلك سبباً لتمام الغبطة والحسرة (لم يعجل الله) في الدنيا (كل الجزاء) وأما بعضه فيجوز من الله سبحانه إيصال شيء من الثواب (في الدنيا) لا يعتد بنقصانه في الآخرة وكذلك تعجيل بعض العقاب الذي لا يؤثر في تخفيف العقاب عن المعاقب.

  وقد سبق للإمام # أنه يجوز أن يعجل الله سبحانه عقاب بعض معاصي المؤمنين في الدنيا بنحو الآلام والنقائص لما مر من الأدلة وهو صحيح.

  وإنما لم يعجل الله سبحانه كل الجزاء (لعدم تمامه بعدم القطع) ممن وصل إليه الجزاء (بكونه جزاء للمكلفين) من الله سبحانه على أعمالهم، (ولتنغصه بانقطاعه) أي انقطاع الجزاء (في حق غيرهم) أي غير المكلفين؛ (إذ لا بد من الفناء) أي فناء جميع العالم كما سبق ذكره.

  (و) لا بد من (الإعادة) لجميع المخلوقين (لذلك) أي ليقع القطع بالجزاء (كما مر) تحقيقه في فصل فناء العالم.

  وقال جار الله (الزمخشري: يجوز) من الله سبحانه (تعجيل كل العقاب) في الدنيا لبعض المكلفين. ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ٣٠}⁣[الشورى]، قال في تفسيرها: