شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب): [في ذكر القيامة]

صفحة 275 - الجزء 4

  مُشْرِكِينَ ٢٣}⁣[الأنعام]، ولا يقرون بما عملوا فيختم الله على أفواههم ويستنطق الأيدي والأرجل والجلود فتشهد بكل معصية بدت منهم ثم يرفع الخاتم عن ألسنتهم فينطقون ويقولون لأيديهم وأرجلهم وجلودهم: {لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا} فتنطق فتقول: {أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ}⁣[فصلت: ٢١].

  ثم يجمعون في موطن يستنطق فيه جميع الخلائق فلا ينطق أحد إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً، فتقام الرسل À فتسأل فذلك قوله لمحمد ÷: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ٤١}⁣[النساء]، فهو الشهيد على الشهداء والشهداء هم الرسل على محمد وعلى الرسل السلام.

  ثم يجمعون في موطن يكون فيه مقام محمد المحمود # فيقوم فيثني على ربه جل ثناؤه وتباركت أسماؤه ما لم يثن أحد قبله لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا غير مرسل، ولا يثني أحد بعده مثله، ثم يثني على ملائكة الله $ ولا يبقى ملك إلا أثنى عليه محمد ما لم يثن عليهم أحد قبله ولا يثني عليهم أحد بعده مثله ثم يبدأ بالصديقين والشهداء ثم الصالحين فيحمده أهل السماء وأهل الأرض فذلك قوله ø لمحمد ÷: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ٧٩}⁣[الإسراء]، فطوبى لمن كان له في ذلك المقام حظ ونصيب، وويل لمن لم يكن له في ذلك المقام حظ ولا نصيب.

  ثم يجمعون في موطن يجتمعون فيه ويدان لبعض الخلق من بعض وهو الاقتصاص وذلك كله قبل الحساب فإذا أخذوا بالحساب شغل كل بما لديه، نسأل الله بركة ذلك اليوم. انتهى.

  هذا، وقد عرفت بما ذكرنا أن الخلائق يعلمون العلم البت الضروري بالله تعالى وما يحق له جل وعلا من الربوبية وأن الصائر إليهم جزاء كما مر (قال