شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب): [في ذكر القيامة]

صفحة 283 - الجزء 4

  ومثل كلامه ذكر عمه الإمام الكبير محمد بن القاسم بن إبراهيم $ في تفسيره.

  وكذلك القول في قوله تعالى: {وَرَاءَ ظَهْرِهِ ١٠}⁣[الانشقاق]، ومثل هذا أيضاً ذكر الإمام الحسين بن القاسم بن علي $ في تفسيره حيث قال: ومعنى ما ذكر الله في الكتاب فيمكن أن يكون مثلاً ضرب للحساب ويمكن أن يكون أخذ المؤمن له باليمين مثلاً مضروباً لقوة اليمين ويسرها ويمكن أن يلهم الله معرفة القراءة في يوم الدين حتى يأخذ أولياء الله كتبهم باليمين ويمكن أن يلهم الله أعداءه القراءة حتى تسوء وجوههم إذا قرأوا ما قدموا.

  وقال الهادي # في جواب مسائل الرازي |: وسألت كيف يحاسب الله العباد يوم القيامة وما معنى الحساب في يوم المعاد؟ والقول في ذلك إن الله ذو الجلال والإحسان قد جعل مع كل إنسان ملكين في كل حال عن اليمين وعن الشمال يحفظان عليه فعله ويحصيان عمله ويكونان شاهدين عليه بكسبه محصيين ما يكون من صنعه، فإذا كان يوم القيامة ويوم الحسرة والندامة أتى به ملكاه إلى من أمره الله من الملائكة بمحاسبة العباد، ومحاسبتهم فتوقيفهم على أفعالهم وتعريفهم على ما كان من أعمالهم ثم شهد حافظاه عليه ووقفاه على ما كان من أمره وبكتاه بمعاصيه لربه ووقفاه على جرأته على خالقه فلم يذرا مما تقدم منه شيئاً إلا أوقفاه عليه حرفاً حرفاً. فهذا معنى محاسبة الرب لعباده.

  فإن قلت: فما معنى ذلك إذ كان العقاب لازماً على المعاقبين والثواب واجباً للمثابين؟

  قيل لك: لأن في تعريف المعاقب ما تقدم من ذنبه وتوقيفه على ما أتى به من عمله حسرة عليه في يوم الدين أيما حسرة وفي تحسره جزء عظيم من عذابه فكان توقيفه سبباً لتحسره وغمه وكان تحسره وغمه زيادة في عذابه وحزنه، وكذلك