شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب): [في ذكر القيامة]

صفحة 282 - الجزء 4

  الْمَيْمَنَةِ ٨}⁣[الواقعة]، فأراد بقوله بالميمنة باليمن والبركة والفضل والمغفرة لا أن ثَمَّ ميمنة قصدها الله ولا ميسرة فيقول: هاؤم اقرأوا كتابيه ومعنى «يقول» هو قول من المؤمن المحاسب عند تبشير الملائكة بالرحمة والرضا من الله والمغفرة فيقول عند ذلك لمن يحاسبه من الملائكة {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ١٩} ومعنى اقرأوا كتابيه فهو: فسروا حسابيه واشرحوا عمليه وبينوا فعليه استبشاراً منه بجزاء عمله وثقة⁣(⁣١) منه بعدل ربه.

  إلى قوله #: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} الآية قال #: ومعنى بشماله: هو مثل من الله ø مثله لعباده وضربه لهم يريد بالشمال العسر والشدة في كل حال يقول سبحانه: حوسب حساباً شديداً ووُقِّف توقيفاً عنيفاً.

  وقال # في تفسير قوله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ} الآية [الإسراء: ١٣]، الطائر هو العمل والفعل فذكر الله أن عمل كل إنسان في رقبته لا يجاوزه إلى غيره ولا يؤخذ به سواه.

  ومعنى الكتاب الذي يخرج له فهو العلم بإحصاء أفعاله وتوقيفه عليها حرفاً حرفاً كما يعرف ما في الكتاب.

  ومعنى منشوراً: مبيناً واضحاً، ومعنى: اقرأ كتابك: تفهم وتعرف عملك وما قدمت يدا ك.

  وقال المرتضى # في جواب من سأله: وسألت عن قول الله سبحانه: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ}⁣[الجاثية: ٢٩]، فمعنى كتابنا هو علمنا وإحصاؤنا ينطق أي يشهد ويبين ... إلى آخر كلامه #.


(١) قال في هامش الأصل و (ب): وثقته.