(فصل): في ذكر الحساب
  والشجر أو بأن يجعل لذلك العضو آلة الكلام وهي الفم واللسان والشفتان.
  (وقيل): إن إنطاق الجوارح (مجاز) لا حقيقة كقوله تعالى: {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ١١}[فصلت]، فكما عبر الله سبحانه عن نفاذ أمره وإمضاء مشيئته في السماوات والأرض بقوله: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ١١} كذلك قوله تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ} ونحوه.
  (قلنا): لا وجه للعدول عن الحقيقة هنا إذ (لا مانع) من إنطاق الجوارح حقيقة (لقدرة الله تعالى على ذلك كتسبيح الحصى في كفه ÷) وذلك أنه ÷ أخذ في كفه سبع حصيات أو تسع فسبحت بكفه وكان لتسبيحهن دوي كدوي النحل فلما وضعهن انقطع ذلك، وكذلك تكليم الذراع المسموم له ÷ حين فتح خيبر وقصته مشهورة.
  الحالة الثالثة عشرة: الشفاعة وقد تقدم ذكرها وهي معلومة من دين النبي ÷ وقد حمل عليها قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ٧٩}[الإسراء]، وعنه ÷: «أنا أول شفيع في الجنة لم يُصَدَّق نبيء ما صُدِّقت وإن من الأنبياء نبيئاً ما صدق من أمته إلا رجل واحد».
  وعنه ÷: «لكل نبي دعوة وأنا أريد أن أخبى دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة».
  وعن أنس: قلت يا رسول الله: أتشفع لي، قال: «أفعل» قلت: وأين أطلبك؟ قال: «أول ما تطلبني عند الميزان» قلت: فإن لم أجدك؟ قال: «عند الحوض» قلت: فإن لم أجدك؟ قال: «عند الصراط فإني لا أخطي هذه الثلاثة المواضع».