شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب): [في ذكر القيامة]

صفحة 310 - الجزء 4

  قال #: اعلموا رحمكم الله أن المؤمنات يوم القيامة يصرن إلى أزواجهن ويحسن الله خلقهن ويجمع بينهن وبين بعلوتهن المتزوجين لهن في دار دنياهم فأما من كان من أهل النار ممن قد استوجبها وصار بحكم الله فيها ومن أهلها فمن كان من نساء أولئك مؤمنات فهن في رحمته ورضوانه وجنته وثوابه يوصل الله ø من ثوابه ونعيمه ما يوصله إلى أوليائه حتى يوصلهن بذلك إلى افضل مرادهن وأكثر محبوبهن وقد يمكن أن يزوجهن الله سبحانه من أوليائه وأهل طاعته.

  قال: وقد اختلف في ذلك الناس فقال قوم: يزوجن، وقال آخرون: ليس يزوجن والله سبحانه المتولي لذلك والفاعل فيه بما أراد.

  واحتج من احتج بقول الله سبحانه: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ٥٤}⁣[الدخان]، فقال: لا يزوجهم إلا بالحوريات ولا نشك في أن الله سبحانه سيجعل لكل أهل طاعته شهوة ولذة ونعيماً يقنعهم ولا يَسمون إلى غيره ويكون لهم فيه أكثر الكفاية وأعظم الإرادة. انتهى.

  وإذا ثبت أن المؤمنات يرددن في الجنة إلى أزواجهن فلا وجه لانقطاع الزوجية بينهما بالموت وإنما ارتفع تكليف الميت منهما فجاز للرجل أن يغسل زوجته وللمرأة أن تغسل زوجها هذا الذي ترجح عندي وإن كنت قبل الوقوف على هذا أمنع ذلك والله أعلم.

  وقد روي عن الحسين بن القاسم بن علي العياني @ أنه منع من غسل الرجل زوجته وغسل الزوجة زوجها وروي مثل ذلك عن المنصور بالله عبدالله بن حمزة # وهو اختيار الإمام # أعني مصنف هذا المختصر المبارك والله أعلم.