(باب): [في ذكر القيامة]
  على ما ذكرنا من الأخبار والله أعلم.
  قال: ويمكن أن يكون حكم تزويج الآخرة غير حكم تزويج الدنيا لأن أحكام الآخرة غير أحكام الدنيا إلا في العدل فإن أحكام الله تستوي في العدل في الدنيا والآخرة.
  قال #: واعلم أن الله يزوج أولياءه في الجنة من حور العين وحور العين نساء يخلقهن الله من الجنة كيف شاء وكما شاء أحسن خلق وأجمل صورة كما قال تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ ٢٢ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ٢٣}[الواقعة]، وقال تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ٤٨ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ٤٩}[الصافات]، وقال تعالى: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ٥٤}[الدخان]. انتهى كلامه #، وهو قوي جداً موافق لما روي عن النبي ÷ في أزواج المؤمنين المؤمنات.
  وما روي في ذلك فكثير لا يبعد أن يبلغ حد التواتر المعنوي من ذلك أن سودة بنت زمعة زوج رسول الله ÷ لما طلقها قعدت له قبل صلاة الصبح فلما مر قالت له: إنه ليس لي في الرجال أرب لكني أحب أن أبعث في أزواجك فراجعني وأجعل يومي لمن أحببت من نسائك، فراجعها وجعل يومها لعائشة.
  فقرر رسول الله ÷ قولها وراجعها وغير ذلك.
  ويمكن أن يقاس الأزواج على الذرية فإن الله سبحانه قد نص في الذرية بأنه يجمعها مع آبائهم المؤمنين ليتم سرورهم ونعيمهم وإن لم يكونوا قد بلغوا في استحقاق الثواب مثل آبائهم كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}[الطور: ٢١]، ومثل هذا ذكر المرتضى لدين الله محمد بن يحيى الهادي @ حيث قال: وسألتم عن النساء المؤمنات ذوات البعول وغيرهن ما حالهن في الجنة أيرددن إلى أزواجهن أم يزوجن غيرهم؟