شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الحساب

صفحة 312 - الجزء 4

  ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، اقرءوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٧}⁣[السجدة] ..» الخبر.

  وعن سهل بن سعد عن النبي ÷ أنه قال: ويعني الجنة «فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» ثم قرأ هذه الآية: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ ...} الآية [السجدة: ١٧]، والله أعلم.

[الكلام في جنة آدم #]

  وأما الكلام في جنة آدم فلا خلاف أنها قد خلقت وأما موضعها فقال (الهادي #: وجنة آدم #) التي أخرجه الله تعالى منها (كانت في الأرض) لا في السماء، ومثله ذكر الحسين بن القاسم العياني #؛ (لقوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}) [البقرة: ٣٠]، فهذا نص صريح على أن الله سبحانه خلق آدم في الأرض وجعله خليفة فيها (ولا دليل على إطلاعه إلى السماء) فحينئذ المراد بالجنة هنا بستان رائق جامع للفواكه والملاذ إذ يسمى البستان جنة لغة وقد ورد القرآن بتسميته جنة في غير موضع.

  قال بعضهم كانت جنة آدم بين مكة والطائف ومنهم من قال بل خلق آدم هناك ثم نقل إلى السماء، ومن قال: في السماء جنة ونار، اختلفوا هل هي دار الجزاء أو لا؟ فمنهم من قال: هي دار الخلد وهي محل الشهداء والأنبياء وكذلك النار مثل دار الجزاء فيها الأعداء إلى أن يفنى الخلق ثم يعاد فيخلق دار الجزاء ولا يفنى ذكر هذا في الباهر.

  (وقال غيره): أي غير الهادي #: (بل) جنة آدم # (هي في السماء) كما حكيناه من كلام صاحب الباهر (لقوله تعالى) لآدم وحواء بعد أكلهما من الشجرة: ({قَالَ اهْبِطَا) مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}⁣[طه: ١٢٣]،