شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب): [في ذكر القيامة]

صفحة 318 - الجزء 4

  الذي مات عليه النبي ÷ ومات عليه علي # وابناه الحسن والحسين @ والجماعة الوافرة من الصحابة ¤، ومن التابعين. انتهى.

  وقد أكمل الله سبحانه وتعالى لعباده دينهم حيث قال ø: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}⁣[المائدة: ٣]، ولم يقصر رسول الله ÷ في تبليغه بل بلغهم كل ما جاء به من الشرائع في القليل والكثير والصغير والكبير لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وأخبرهم أنه ÷ أمرؤ مقبوض وأنه سيكذب عليه كما روي عنه ÷ أنه قال في خطبة الوداع: «أيها الناس إني امرؤ مقبوض وقد نعيت إلي نفسي ألا وإنه سيكذب علي كما كذب على الأنبياء من قبلي فما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فهو مني وأنا قلته، وما خالفه فليس مني ولم أقله»، وهذا معنى قوله #: (ولم يمت ÷ إلا وقد بلغ عن الله تعالى بيان الفرقة الناجية لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ...}) الآية، وفيها نص ظاهر على أنه تعالى قد أكمل لخلقه دينهم ومن أعظمه وأهمه وأقدمه وأجسمه بيان الفرقة الناجية ومن يعتصمون به عند الاختلاف بعده ÷ ويقوم مقامه؛ إذ قد علم من دينه ضرورة أنه لا نبي بعده فلا بد من حفظ دينه وشريعته ودلالة أمته على من يعتمدون عليه بعد غيبوبته وإلا كان مهملاً لأمته وغير مبلغ لشريعة ربه وحاشاه عن ذلك صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.

  (وقوله ÷: «ما تركت شيئاً يقربكم إلى الجنة إلا دللتكم عليه ..» الخبر)⁣(⁣١)، عن ابن عمر من أحاديث السيلقية: «ليس شيء يباعدكم


(١) وروى نحوه في الجامع الكافي عن الحسن بن يحيى #.