(باب): [في ذكر القيامة]
  فهي التي تعدل وتهدي ولم يكن الله ليضل الناس بعده، وافترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كل فرقة على ثلاث وسبعين ملة فكل ملة ضالة مضلة إلا من أخذ بحجزتي وحجزة أهل بيت رسوله وكتابه وسنته واتبع الحبل الأكبر والحبل الأصغر». انتهى.
  واعلم أن أول التفرق والاختلاف عقيب موته ÷ قبل أن يدفن بل في مرضه قبل موته حين قال ÷: «أنفذوا جيش أسامة» فلم يُطَع، وحين قال: «ائتوني بكتف ودواة» فلم يطع.
  ثم تزايد وكثر وعظم واستغنى كل برأيه فتشتت الآراء وكثر الابتداع وكذب على النبي ÷ في الأخبار ووقع التعمق في أصول الدين بالتفكر في ذات الباري تعالى وفيما وراء حد العقول وفيما لا تصل إليه ثواقب الأنظار ونبذ الكتاب وحكِّمة الأهواء والمتشابه من القرآن ورجع بعض الناس إلى القياس وتركوا محكم الكتاب وصحيح السنة وغير ذلك من البدع والضلالات في الدين.
  قال العنسي |: انتشر مذهب الخوارج من زمن علي # وفي زمنه كان حدوث مذهب الغلاة والمفوضة وهم الذين مهدوا مذاهب الباطنية، ثم تزايد حتى انتشر مذهب الباطنية وفي ضمنه من زمن معاوية ظهر الجبر والتشبيه ثم تزايدت مذاهب الجبرية وصاروا فرقاً كالأشعرية والكلابية والكرامية والضرارية، وظهر في ضمن ذلك آخر زمن بني أمية مذهب الإمامية وتزايد في زمن العباسية، وظهر في التابعين مذهب المرجئة ولصق أكثره بمذهب الجبرية والإمامية، وظهر مذهب المعتزلة زمن واصل بن عطاء وتزايد وصار لهم رياسة عظيمة لميلهم في العدل والتوحيد إلى مذهب العترة الزكية واستقامة الزيدية على المذهب الذي كان عليه زيد بن علي، وسائر العترة الزكية $ وهو المذهب