شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[بعض الأدلة على أن العترة $ هم الفرقة الناجية]

صفحة 320 - الجزء 4

  يريد تطهير أهل البيت وهم العترة $، وإذا أراد تطهيرهم فقد طهرهم لأنه إذا أراد شيئاً كان، وليس المراد بتطهيرهم إلا تطهيرهم عن المعاصي الموجبة للعذاب.

  فصح بذلك أنهم الفرقة الناجية.

  (و) كذلك (آية المباهلة) وهي قوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ٦١}⁣[آل عمران]، ووجه دلالتها على كون العترة هي الناجية ظاهر؛ لأنه قد ثبت أن العترة ذريته ÷ وهم أبناؤه ونساؤه المرادون بالآية وإذا كان كذلك وقد قرنهم بالأنفس كان حكمهم حكم الأنفس أي نفس النبي ÷ والمعلوم أن النبي ÷ رأس الناجين يوم القيامة.

  وأيضاً فإن الله سبحانه قد دل بتخصيص النبي ÷ وعلي # والحسنين وفاطمة $ للمباهلة على أنهم أشرف الخلق وأفضله إذ أكد صدق رسوله ÷ فيما أخبر به عن الله سبحانه في أمر عيسى ~ في أن الله سبحانه ابتدأ خلقه من غير أب كما ابتدأ خلق آدم ª بتعريضهم للمباهلة وهذا إنما يكون لمن عظمت منزلته عند الله سبحانه وفضله، ولا شك أنه لا يكون إلا ناجياً من عذاب الله سبحانه.

  (و) كذلك أيضاً (غيرها) أي غير هذه الآيات الثلاث (من الآيات الدالة على أنها) أي الفرقة الناجية (هي العترة الطاهرة ومن تابعها) في دينها من سائر البرية كما تقدم ذكر بعضه في فضائلهم $ من ذلك قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا}⁣[آل عمران: ١٠٣]، والمراد بها أهل البيت $.