شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[بعض الأدلة على أن العترة $ هم الفرقة الناجية]

صفحة 321 - الجزء 4

  وكذلك قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء: ٥٩]، وغير ذلك.

  (وبما ورد في) أبعاضهم على التعيين أيضاً من ذلك ما ورد في الأربعة (المعصومين خاصة) وهم: علي والحسنان وفاطمة $ وقد تقدم بيان عصمتهم بآية التطهير وغير ذلك وتقدم ذكر بعض ما ورد فيهم من الفضائل القاضية بأنهم الناجون يوم القيامة:

  من ذلك خبر الأشباح رواه الأمير الحسين في كتاب ينابيع النصيحة عنه ÷ أنه قال: «لما أمر الله آدم بالخروج من الجنة رفع طرفه نحو السماء فرأى خمسة أشباح على يمين العرش فقال: إلهي خلقت خلقاً قبلي؟ فأوحى الله إليه: أما تنظر إلى هذه الأشباح؟ قال: بلى، قال: هؤلاء الصفوة من نوري اشتققت أسماءهم من اسمي فأنا المحمود وهذا محمد، وأنا العالي وهذا علي وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا المحسن وهذا الحسن، ولي الأسماء الحسنى وهذا الحسين. قال آدم: فبحقهم اغفر لي، فأوحى الله إليه: قد غفرت لك»⁣(⁣١).

  ولهذا قال بعض علماء التفسير: وهذه هي الكلمات التي قال الله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ...} الآية [البقرة: ٣٧].

  وروى فيه أيضاً عن النبي ÷ أنه قال لعلي #: «أوتيت ثلاثاً لم يؤتهن أحد ولا أنا: أوتيت صهراً مثلي ولم أوت أنا مثلي - يعني صهراً - وأوتيت صديقة مثل ابنتي ولم أوت مثلها زوجة، وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما ولكنكم مني وأنا منكم» وغير ذلك (مما لا ينكره الموالف


(١) رواه الأمير الحسين # في الينابيع، والإمام الحسن # في أنوار اليقين عن ابن عباس، والإمام المهدي محمد بن المطهر بن يحيى # في عقود العقيان، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين وروى قريبا منه الإمام عبدالله بن حمزة (ع) في الشافي وغيرهم.