شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[بعض الأدلة على أن العترة $ هم الفرقة الناجية]

صفحة 324 - الجزء 4

  وروى فيه أيضاً عنه ÷ أنه قال: «لو أن عبداً عبد الله بين الركن والمقام ألف عام ثم ألف عام ولم يقل بحبنا أهل البيت كبه الله على منخره في النار»⁣(⁣١).

  وفي السفينة للحاكم قال من كتاب الناصر للحق #: عن أبي سعيد الخدري قال: لما مرض رسول الله ÷ مرضه الذي توفي فيه أخرجه علي والعباس فصلى ثم وضعاه على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين لن تعمى قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم أبداً ما أخذتم بهما: كتاب الله سبب بينكم وبين الله، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه» قال: فعظَّم من كتاب الله ما شاء أن يعظم ثم سكت، فقام عمر وقال: هذا أحدهما قد أعلمتنا به فأعلمنا بالآخر.

  فقال: «إني لم أذكره إلا وأنا أريد أن أخبركم به غير أنه أخذ فيّ الريق فلم أستطع أن أتكلم، ألا وعترتي، ألا وعترتي، ألا وعترتي - ثلاثاً -، فوالله لا يبعث رجل يحبهم إلا أعطاه الله نوراً حتى يرد علي الحوض يوم القيامة ولا يبعث الله رجلاً يبغضهم إلا احتجب الله عنه يوم القيامة» ثم إنهما حملاه إلى فراشه. انتهى. وغير ذلك مما لا يحصى.

  (و) كذلك (قوله ÷): «قدموهم ولا تقدموهم، وتعلموا منهم ولا تعلموهم، (ولا تخالفوهم فتضلوا) ولا تشتموهم فتكفروا».

  وقوله ÷: «في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا


(١) روى قريبا منه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس وفيه: «فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار» ثم قال: صحيح على شرط مسلم و وافقه الذهبي ورواه الطبراني في الكبير وابن أبي عاصم في السنه، وروى قريبا منه أيضا ابن عساكر في تاريخ دمشق عن عبدالله بن مسعود وفيه: «لو أن عبداً عبد الله ألف عام بعد ألف عام وألف عام بين الركن والمقام ثم لقي الله مبغضا لعلي بن أبي طالب وعترتي أكبه الله على منخريه في نار جهنم».