[ذكر تعداد بعض الفرق]
  واستحقاقها بالفضل والطلب لا الوراثة ووجوب الخروج على الجائرين والقول بالتوحيد والعدل والوعيد ثم افترقوا جارودية وبترية وصالحية فالجارودية منسوبة إلى أبي الجارود زياد بن منذر العبدي أثبتوا النص على علي # بالوصف دون التسمية وكفروا من خالف ذلك النص وأثبتوا الإمامة للبطنين بالدعوة مع العلم والفضل.
  وأما البترية وأصحاب الحسن بن صالح فذهبوا إلى أن الإمامة شورى تصح بالعقد وفي المفضول ويقولون بإمامة الشيخين مع أولوية علي #، قال: وسموا بترية لتركهم الجهر بالبسملة بين السورتين وقيل: لما أنكر سليمان بن جرير النص على علي # سماه المغيرة بن سعيد أبتر(١).
  قلت: وقد تقدم ذكر ما حكاه الإمام أحمد بن سليمان # والديلمي وصاحب المحيط بأصول الإمامة في ذكر البترية والصالحية وهو يخالف هذا.
  قال #: والإمامية سميت بذلك لجعلها أمور الدين كلها إلى الإمام وأنه كالنبي لا يخلو وقت عن إمام إذ يحتاج إليه في أمر الدين والدنيا وسموا رافضة لرفضهم إمامة زيد بن علي وقيل لتركهم نصرة النفس الزكية وأجمعوا على أن النص في علي # جلي متواتر وأن أكثر الصحابة ارتد وعاند وأن الإمام معصوم منصوص عليه ويظهر عليه المعجز ويعلم جميع ما تحتاج إليه الأمة ولا يجوز أخذ شيء من الدين إلا عنه، ويبطلون القياس والاجتهاد وأخبار الآحاد ولا يرون الخروج على الظلمة إلا عند ظهوره وأن الإمام بعده ÷ علي ثم الحسن ثم الحسين ثم افترقوا فرقاً كثيرة: كيسانية، ومغيرية، ومنصورية، وجعفرية، وناووسية، وإسماعيلية، ومباركية، وسمطية، وعمارية، ومفضلية، وقطعية.
(١) إن الذي سماه المغيرة أبتر هو كثير بن الحسن بن صالح لا سليمان، ذكر ذلك في المحيط. (من هامش الأصل).