من أعظم ما لقي الإمام # في حال اختفائه
  قد غلبوا على البلاد، وكان جنودهم بكثرة رهيبة فيها، فقد كانوا كما ذكر بعض المتحدثين عن القاسم # أكثر من ثمانين ألف تركي، سوى من كان معهم من أهل اليمن، وكانوا يسومون الناس أشد العذاب؛ مِنْ قَتْلٍ يتفننون فيه، وتعذيبٍ يشتدون عليه، وأخذٍ للأموال قسراً وبكل حيلة يستطيعون، ونَشْرٍ للفساد من أنواع الخمور وغيرها، وهتكٍ للأعراض والحرمات، إلا من نجاه الله منهم ومن بطشهم، فلما رأى أهل البيت $ ذلك منهم قاموا بمحاربتهم، وتطهير البلاد من رجسهم، ولكن لقوة شوكة الأتراك آنذاك، وكثرة عدتهم وعتادهم، وقلة ما بيد أهل البيت $، فقد استطاع الأتراك النيل من أهل البيت $ ومن المناصرين لهم ¤، حيث قتل منهم البعض، وأسر منهم البعض، كالإمام الحسن بن علي بن داود #، وعند ذلك قام الإمام القاسم # بمنابذة الظالمين والغزاة المحتلين مِنْ ضعْفٍ شديد، واستطاع بعون الله ومنّه وفضله طرد الغزاة ودحرهم، والتغلب على كثير مما تحت أيدي الأتراك، بعد معاناة شديدة، وحروب طويلة، فقد فيها الإمام الكثير من أقاربه وأحبابه، وشيعته وأنصاره، كعمه الشهيد عامر بن علي الذي سلخ جلده وهو حي، ولم يسمع منه أنين ولا غيره، إلا تلاوة سورة الإخلاص، إلى أن التحق بسلفه الأخيار رضوان الله عليه، وكذا ابن الإمام # علي بن القاسم الذي فرق بين رأسه وجسده، وغيرهم رضوان الله عليهم.
من أعظم ما لقي الإمام # في حال اختفائه
  ما حكاه فقال: من أعظم ما لقيت أني خفت كل أحد وتفرق أولادي ولا وجدت من أسأله عنهم، فتوسمت طريقاً أعرفها إلى سوق - وكان يعرف أن أحد أخواله يمضي فيها فقصدها من بعض بلاد حجور، ثم توارى في موضع يرى الطريق ومن فيها وهو لا يُرى من الشجر حتى رأى خاله قريب غروب الشمس فقال: هذا خالي، أنحدِرُ إليه وأوافيه يخبرني عن أولادي، وكان # قد طال شعره،