شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

مؤلفاته وشيء من آثاره #

صفحة 22 - الجزء 1

  وتقطع ما عليه من الكسوة، فلما رآه خاله منحدراً مشمراً ظنه يريده بمكروه وأنه ممن يقطع السبل فهرب واشتد، قال -: فناديته بصوت غير مرتفع من الخوف ممن بعده وقبله، فلم يلتفت، فقفوت أثره لعلي أدركه؛ فلما رآني ازداد هرباً وصاح بمن تقدمه: أدركوني. قال: فعدت باكياً، وصرت إلى جبال حجور، ولم يبق لي مأوى.

مؤلفاته وشيء من آثاره #

  من نظر في سيرة الإمام # وما يرى فيها مما لقي الإمام من المحن والشدائد فإنه يعجب من همة هذا الإمام وعزيمته في القيام بأمر الدين فهو لا يتنقل إلا وكتب العلم معه، سواء كان مختفياً أو ظاهراً، كأنه لا شغل له إلا العلم، فقد حرص على بذله ونشره حتى لقد ألَّف بعض مؤلفاته وهو في القفار، فله مؤلفات عديدة منها: الاعتصام في السنة بلغ فيه إلى الحج، وأتمه السيد العلامة أحمد بن يوسف زبارة، وله المرقاة في أصول الفقه، والأساس في أصول الدين الذي هو متن لهذا الشرح، والإرشاد والتحذير، وغير ذلك.

  ولقد كان # مهتماً غاية الاهتمام مع نشر العلم بأمور الرعية، وتفقد أحوالهم وأحوال الضعفاء والفقراء، حيث قام بإصلاح المناهل والطرقات وبناء المساجد والمدارس العلمية، وقام ببناء مسجده الجامع في شهارة الباقي إلى اليوم، وبعد فراغه من بناء المسجد كان في أغلب أوقاته يجلس فيه للتدريس ونشر العلوم، وكان يحضر مجلسه الشريف الكثير من العلماء والأفاضل.

وفاته وموضع قبره #

  بعد حياة مليئة بالأخطار والتشرد إلى الكهوف والقفار من أجل إعلاء كلمة الله ø، ونشر الدين في السهل والجبل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبذل العلم في البدو والحضر، وتمكن الإمام # من إقامة دولة الإسلام، وبعد عقد الصلح مع الأتراك استقر الإمام # في شهارة يزاول أعمال الدولة، وينظر في شؤون المسلمين، وينشر العلم إلى أن مرض ما يقارب ثلاثة عشر