[ذكر تعداد بعض الفرق]
  (قلنا: إن صح) هذا الخبر فليس المراد الكثرة حقيقةً لقوله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ١٠٣}[يوسف]، {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ٤٠}[هود]، {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[الأنعام: ١٢٦]، وغير ذلك فيجب أن يكون (المراد الأعظم عند الله سبحانه وتعالى.
  وليس كذلك) أي وليس الأعظم عند الله سبحانه (إلا الذين شهد الله بإيمانهم وحكم بنجاتهم من عترة خاتم النبيين) وسيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين الذين أوجب الله مودتهم على جميع المسلمين ونوه بذكرهم في الكتاب المبين وعلى لسان رسوله الأمين ليدل بذلك على أنهم الحجة له على خلقه وأمناؤه على شريعته إلى يوم الدين.
  قال #: حين حان اختتام الكتاب داعياً إلى الله سبحانه بالرضا والنجاة والفوز بالجنة: (ختم الله لنا بمرضاته، ونجّانا برحمته آمين اللهم آمين).
  وأنا أقول: آمين يا رب العالمين استجب دعاء مولانا أمير المؤمنين المنصور بالله رب العالمين القاسم بن محمد وأشركنا معه في صالح دعائه يا كريم.
  وهذا حين انتهى بنا جمع ما يسر الله سبحانه لنا جمعه من هذا الشرح المبارك من أقوال الأئمة وعقائدهم À، ولم آلُ جهداً في البحث عن صفو ذلك واختيار الأنفع مع مراعاة مقاصد الإمام #، ومع المحافظة على نقل كلامهم بألفاظه وإن طال في بعض المواضع رعاية للاطمئنان وسكون القلب ممن يطلع عليه.
  والله الكريم أسأل وبنبيئه إليه أتوسل أن ينفع به نفعاً يشملني بركته ويدوم لي ولإخواني من المؤمنين نوره وهدايته بحقه عليه وبحق كل ذي حق لديه، آمين يا رب العالمين، والحمد لله رب العالمين وصلواته وسلامه على سيدنا محمد الأمين وآله الطيبين الطاهرين.