شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر تعداد بعض الفرق]

صفحة 364 - الجزء 4

  قال الإمام عزالدين # وأقول وبالله التوفيق: أما تعيين الثلاث والسبعين فرقة فمما لا ينبغي أن يحاوله الواحد منا إلا بتوقيف فإنه مما لا يمكن القطع به وبتّ الاعتقاد والعلم بما قصد النبي ÷ بذلك اللفظ من الفرق وأراد فطريق العلم بمراده بالعقل مُنْسَدَّة ومن النقل غير موجودة وكذلك الأمارات المفيدة للظن فيه غير حاصلة.

  وأما معرفة الفرقة الناجية فمما الطريق إليه حاصلة. انتهى.

  وقالت (المعتزلة: بل هي الفرقة الناجية لقوله ÷: «أبرها وأتقاها الفئة المعتزلة») وفي رواية: «ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة خيرها وأبرها وأهداها الفئة المعتزلة».

  (قلنا): هذه الزيادة في الخبر غير معروفة فلو كانت صحيحة لعرفت كما عرف أصل الخبر.

  ثم و (إن) فرضنا أنه (صح) ما ادعيتموه من هذه الزيادة (فالمراد به العترة المعتزلة عن الباطل بشهادة الله) تعالى (ورسوله) ÷ (لهم بذلك) أي باعتزال الباطل وتطهيرهم من الرجس وكونهم على الحق حتى تقوم الساعة وأنهم سفينة نوح وباب حطة ولا يفارقون الكتاب وغير ذلك (بما مر) من الآيات الواضحة والأخبار الصحيحة المعلومة التي قد تكرر ذكرها في أثناء هذا الكتاب المبارك وما هي إلا العترة الطاهرة ومن وافقها من أهل ملة محمد ÷.

  وقالت (المجبرة: بل هي) الفرقة (الناجية لقوله ÷: «عليكم بالسواد الأعظم») قالوا: والمراد بالسواد الأعظم الكثرة وهم أكثر الفرق عدداً.