[صحة الاستدلال على ثبوت الباري تعالى بالسمع]
  الظني ولا القطعي لا من الكتاب ولا من السنة (مطلقاً) أثار أو لم يثر.
  قال: لأن ذلك فرع على ثبوته تعالى.
  (قلنا) جواباً عليهم جميعاً: (ذلك) أي: الاستدلال بالآيات المثيرة (دليل) واضح (على أقوى طرق الفكر) أي: دلتنا هذه الآيات المثيرة على أقوى طرق الفكر (الموصل) أي: الفكر (إلى العلم) اليقين (بالمطلوب) وهو معرفة الباري تعالى (حيث ذكَّرنا) أي: ذلك الاستدلال (إياها) أي: طرق الفكر التي هي أقوى فلو سلكنا غير هذه الطرق التي نبهتنا عليها الآيات المذكورة لما كان ذلك مثلها في الوضوح واليقين.
  ومن ذلك ما ذكره القاسم بن إبراهيم # في الدليل الكبير من قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ٩٥ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ٩٦ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ٩٧ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ٩٨ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ٩٩}[الأنعام]، ففي هذه الآيات الكريمة من التنبيه للعقول في الدلالة عليه سبحانه وتعالى وعلى علمه وحكمته وقدرته ورحمته لعباده وغير ذلك مما يحق له سبحانه من الأسماء الحميدة والصفات الكريمة ما لا يخفى على ذي لب.
  قال #: (فهو) أي: الاستدلال بذلك (دليل) على معرفة الله سبحانه