فرع: يتفرع على ما ذكرنا من معرفة الدليل والاستدلال ونحو ذلك
  سبحانه اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج كما أخبر الله سبحانه وذلك هو حياتها.
  قلت: ولعل هذا القياس لا يخالفون فيه، والله أعلم.
فرع: يتفرع على ما ذكرنا من معرفة الدليل والاستدلال ونحو ذلك
  قال #: (ووجود المستدل على الله تعالى) من المكلفين (لازم لوجود الدليل) أي: يستحيل وجود المستدل على ثبوت الباري تعالى شأنه وجل سلطانه ولا يوجد الدليل عليه سبحانه.
  وإنما قلنا ذلك (لأن وجوده) أي: المستدل (هو نفس الدليل) ففي وجود نفس المستدل من الدلالة على الله سبحانه وعلى صفاته ما لا يخفى على أهل العقول كما نبه الله سبحانه على ذلك بقوله ø: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ}[فصلت: ٥٣]، وقوله سبحانه: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ٢٠ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ٢١}[الذاريات]، (فيبطل تقدير عدم الدليل على الله سبحانه مع وجود المستدل) كما ذكرنا.
  (بخلاف العكس) وهو وجود الدليل فلا يلزم منه وجود المستدل؛ (لجواز أن يخلق الله سبحانه شيئاً لا يعلم(١)) كما سيأتي إن شاء الله تعالى أن أول ما خلق الله فتق الأجواء (قبل خلقه تعالى من يعلم) كأولي العقول.
  وقالت المعتزلة: لا يصح أن يخلق الله جماداً قبل أن يخلق حيواناً ينتفع به، ويبطل قولهم بما سيأتي إن شاء الله في ذكر اللوح.
  (والجهل بوجه الدليل) أي: جهل المكلفين بوجه الدليل إما لعدم وجودهم وقت وجود الدليل أو لعدم نظرهم وتفكرهم في الدليل (لا يبطل كونه دليلاً؛ لأن الجهل لا تأثير له في إبطال الأدلة باتفاق العقلاء) وذلك واضح.
(١) زاد في المتن: نحو الجماد.