شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر المؤثر وما اصطلح على تأثيره وهو غير مؤثر

صفحة 223 - الجزء 1

  لحصول الحياة، وكونه قادراً مقارن لحصول القدرة ونحو ذلك.

  قال الإمام يحيى #: أما نفاة الأحوال فالذي ذهب إليه الشيخان أبو الحسين والخوارزمي من المعتزلة والمحققون من الأشعرية كالغزالي والجويني وصاحب النهاية: أن الكون هو نفس الكائنية، وأن العلم هو نفس العالمية، من غير زيادة على ذلك، والأسودية هي نفس السواد، وهكذا القول في جميع الأعراض.

  وأما مثبتو الأحوال فالذي ذهب إليه بعض الأشعرية أن الكائنية معللة بالكون والقادرية معللة بالقدرة والعالمية حالة معللة بالعلم والأسودية حالة معللة بالسواد وطردوا ذلك في جميع الأعراض.

  وأما الشيخ أبو هاشم وقاضي⁣(⁣١) القضاة وغيرهما من جماهير المعتزلة ففصلوا القول في ذلك وقالوا: إنها على أربعة أقسام: القسم الأول منها يوجب حالة للجملة وهذا هو الأعراض المشروطة بالحياة، فالقدرة عندهم توجب حالة للجملة هي القادرية والعلم يوجب حالة للجملة هي العالمية وهكذا القول في الشهوة والنفرة وغيرهما من الأعراض المشروطة بالحياة.

  القسم الثاني: يوجب حالة لمحله وهذا هو الكون فإنه يوجب حالة هي الكائنية لمحله، وهكذا القول فيما تنوع من الكون نحو الاجتماع والافتراق فإنها توجب أحوالاً لمحالِّها.

  القسم الثالث منها: لا يوجب حالة لمحله وإنما يوجب حكماً وهذا نحو الاعتماد فإنه يوجب حكماً وهي المدافعة للمحل، ونحو التآليف فإنها توجب أحكاماً لمحلها بشروط واعتبارات اشتملت على شرحها كتبهم.


(١) هو أبو الحسن قاضي القضاة عبدالجبار بن أحمد بن عبدالجبار الهمداني من الطبقة الحادية عشرة من المعتزلة، إليه انتهت الرئاسة في المعتزلة حتى صار شيخها وعالما غير مدافع وصار الاعتماد على مسائله وكتبه، واستدعاه الصاحب إلى الري بعد سنة ستين وثلاثمائة فبقي فيها مواظباً على التدريس إلى أن توفي | سنة ٤١٥ أو سنة ٤١٦ هـ. (المنية والأمل باختصار).