شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر المؤثر وما اصطلح على تأثيره وهو غير مؤثر

صفحة 229 - الجزء 1

  وأما حقيقتها في اللغة فهي ما يتغير به المحل كالمرض، والحالة، لكثرة تغيرها على مر الأزمنة يقال فلان كريم على عِلّاته أي: على حالاته، قال زهير:

  إن البخيل ملوم حيث كان ... ولكن الكريم على علاته هرم

  والعلة العذر أيضاً.

  قوله #: (أو حكم) قالوا: وهو المزية التي تعلم عليها الذات باعتبار غيرين أي: ذاتين كالمماثلة والمخالفة أو بين غير وما يجري مجرى الغير كما ذكرناه من قبل.

  وقال: قال الشيخ الحسن⁣(⁣١) بن محمد الرصاص: حقيقة العلة ذات موجبة لصفة لغيرها أو حكم زايدين على الوجود.

  قوله: ذات يعم الذوات، وقوله: موجبة خرج ما لا يوجب كالفاعل، وقوله: لغيرها تخرج المختصة بالمقتضي وهو الصفة الأخص فإن المقتضي هو المؤثر فيها.

  وقوله: زائدين على الوجود احتراز عن السبب فإنه إنما يؤثر في وجود الذات لا في الذات وهي ثابتة عندهم في العدم.

  (وشرطها) أي: العلة: (أن لا تتقدم ما أوجبته) أي: الذي أوجبته وهو المعلول أي: لا تقدمه (وجوداً) أي: في الوجود فلا تكون متقدمة عليه (بل) تتقدم عليه (رتبة) فقط أي: تقديراً لأجل كونها علة وتعقل العلة قبل المعلول.

  (وشرط الذي أوجبته) وهو العالمية والقادرية والحيية والاحتراك والسكون مثلاً: (أن لا يتخلف عنها) أي: عن العلة وهي العلم والقدرة والحياة والكون


(١) هو الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن أبي طاهر بن محمد بن إسحاق بن [أبي] بكر عبدالله المعروف بالرصاص، الشيخ العلامة أبي الحسن، مولده سنة ست وأربعين وخمسمائة، هو أحد تلامذة القاضي جعفر بن أحمد وأجلهم، وسمع عليه كتب الأئمة وشيعتهم، وأخذ عنه الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #. توفي في ثامن وعشرين من شهر شوال سنة ٥٨٤ هـ عن ٣٨ سنة، وقبره بهجرة سناع بجنب القاضي جعفر خارج المشهد شرقاً. (طبقات الزيدية باختصار).