(فصل) في ذكر المؤثر وما اصطلح على تأثيره وهو غير مؤثر
  مثلاً فإذا وجد العلم وجدت العالمية بالمقارنة وكذلك سائرها.
  (والسبب عندهم: ذاتٌ موجبةٌ لأخرى) أي: لذات أخرى (كالنظر الموجب للعلم) ويقارن ولا يقارن كما ذكرناه من قبل.
  ولا يوجب السبب صفة ولا حكماً، وإنما يوجب ذاتاً أي: عرضاً فالعلم عرض والعالمية صفة.
  قالوا: (و) ما يجري مجرى المؤثر ثلاثة أيضاً:
  الأول: (الشرط) وهو في اللغة العلامة، قال تعالى: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}[محمد: ١٨]، أي علاماتها وقال أبو الأسود(١):
  فإن كنت قد أزمعت بالصرم بيننا ... فقد جعلت أشراط أوله تبدو
  وهو في الاصطلاح عندهم: (ما يترتب صحة تأثير غيره) أي: غير الشرط وهو الجوهرية مثلاً (عليه) أي: على الشرط وهو الوجود فإنه شرط في اقتضاء الجوهرية للتحيز وليس بمؤثر فيها.
  (أو صحة) تأثير (ما يجري مجرى الغير) وهو الصفة فإنها عندهم جارية مجرى الغير وصحة تأثيرها مترتب على وجودها.
  وقوله #: (وهو نحو: الوجود) مثال للشرط فإنه شرط في اقتضاء الجوهرية للتحيز والعالمية للإحكام والقادرية لصحة الفعل وليس بمؤثر فيها أي: في الجوهرية والعالمية والقادرية لما كان قد يحصل الوجود لمن ليس بمتحيز كالباري تعالى والعرض وهذا هو الفرق بينه وبين المؤثرات والفرق بينه وبين المقتضي أن الشرط يقف تأثير غيره على حصوله والمقتضي لا يقف عليه تأثير مؤثر. وقد ذكرنا ذلك فيما سبق بألفاظهم.
(١) هو ظالم بن عمرو بن سفيان، عن علي # وشهد معه صفين، وهو بصري من أكمل الناس رأياً وأشدهم عقلاً، فتح له أمير المؤمنين أبواباً في النحو فاستنبط خيراً كثيراً، توفي سنة تسع وستين هـ. (الجداول الصغرى باختصار).