شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر المؤثر وما اصطلح على تأثيره وهو غير مؤثر

صفحة 236 - الجزء 1

  ومراده أن الله سبحانه مخالف لجميع الأشياء وأن هذه المخالفة لجميع الأشياء يختص بها الله سبحانه فلا يشاركه في هذه الصفة مشارك وأن سائر الأشياء غيره تعالى وإن اختلفت فلا بد أن يكون بينها تماثل بوجه ما وصدق ~ ورحمته وبركاته فإن الأشياء غيره جل وعز وإن بلغ بينها الاختلاف أي: مبلغ فلا بد أن تتفق في وجه من الوجوه وصفة من الصفات.

  ومن العجائب أن بعض من وقف على كلام القاسم # هذا اعتقد أنه # أراد به الصفة الأخص التي ابتدعها البهشمية التي هي: لا شيء ولا لا شيء، وجعل هذا الكلام الذي هو مثل الشمس في الوضوح نصرة لمذهبهم المتوهم المخروص الذي لا يجوز إضافة مثله إلى الله سبحانه رب الملائكة والروح.

  فمنهم من أثبت لله الصفة الأخص مقتضاة عن الذات أي: معلولة عن الذات وجعلوا هذه الصفة مقتضية لسائر صفات الذات تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. وهؤلاء هم البهشمية.

  ومنهم من لم يثبت الصفة الأخص في ذاته تعالى ولا في سائر الذوات وجعلوا صفاته تعالى الذاتية مقتضاة عن ذاته تعالى الله عن ذلك لا عن الصفة الأخص كما تقوله البهشمية، وهؤلاء هم أبو علي وأتباعه فجعلوا ذاته تعالى كالعلة لصفاته. هذا مفهوم كلامهم.

  وإنما قلنا مع بطلانه بما سيأتي من بطلان التأثير وبطلان المقتضي أيضاً، وقلنا: مع عدم تعقله أي: في الأجسام والأعراض فضلاً عن الباري تعالى؛ لأن الجوهرية في الجسم ليست صفة زائدة على الجوهر، وإنما معناها معنى الجوهر فكما أن الجوهر ليس بصفة فكذا الجوهرية فلا يعقل من الجوهرية معنى يكسب الجوهر صفة، ودخول الياء وعدمه في مثل هذه الأسماء على سواء وقد عرفت مما تقدم كلام الإمام يحيى # وأبي الحسين والخوارزمي وغيرهما من المعتزلة والمحققين من الأشعرية أنهم لا يثبتون هذه العلل وأن الكون هو نفس الكائنية