شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر اصطلاحات غير معقولة لبعض المتكلمين]

صفحة 242 - الجزء 1

  لا يعقل (طبع الطبائعي) أي: الذي يقول: إن التأثير للطبع والطبع غير معقول، (وكسب الأشعري) أي: الواحد من الأشاعرة فالكسب الذي يزعمونه كسباً للعبد من فعلهم الذي هو مخلوق لله ø عندهم غير معقول، (وطفر النظام) وهو كون الكائن في مكان بعد كونه في مكان آخر من دون قطع مسافة كأن يكون في مكة بعد كونه في صنعاء من دون أن يقطع الهواء ولا الأرض، والطفر في اللغة: الوثب في الاستواء وإلى أعلى، والطمر الوثب من أعلى إلى أسفل.

  (ومزايا أبي الحسين البصري) والخوارزمي ومن تابعهما وهي قولهم: إن بعض صفات الله سبحانه أحوال زائدة على ذاته أو مزايا زائدة على ذاته تعالى، ولعل الإمام # إنما خص أبا الحسين بنسبة المزايا إليه تبعاً لمن سماه بذلك لقوله: إن لله تعالى بكونه عالماً ونحوه مزية ونفى أن يكون له بها صفة وإلا فلا فرق بين المزايا والأحوال والأمور إلا مجرد الاصطلاح فقط.

  وزعم أنها لا هي الله ولا غيره، وهي كونه عالماً وكونه مدركاً، وأما سائر صفاته تعالى فلا يجعلونها مزايا زائدة على ذاته على ما حكاه عنهم الإمام يحيى # في الشامل.

  وحكى عن أبي هاشم ومتبعيه وبعض الأشعرية كالجويني والغزالي وأبي بكر⁣(⁣١) الباقلاني أنهم أثبتوا صفاته تعالى زائدة على ذاته فعلى هذا لا فرق بين قولهم وقول أبي الحسين في إثبات المزايا التي لا تعقل إلا أن أبا الحسين ومن تبعه لا يثبتون المزية إلا في العالمية والمدركية فقط.

  وأما أبو هاشم ومتبعوه فأثبتوا صفاته تعالى كلها مزايا زائدة على ذاته وأثبتوا


(١) هو أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم، المعروف بالباقلاني البصري؛ كان على مذهب أبي الحسن الأشعري، وتوفي آخر يوم السبت، ودفن يوم الأحد لسبع بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة ببغداد، (وفيات الاعيان باختصار).