عملنا في التحقيق
  اللَّهِ جَمِيعًا}[آل عمران: ١٠٣]، ثم قال #: هاتوا المصحف، فناولوه # ثم قال للجماعة الذين عنده: اقرأوا الفاتحة وادعوا فقرأوا كلهم وأمنوا على دعائه ثم فتح المصحف فخرج الفأل في أول السطر: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ٥٧ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ٥٨}[يونس]».
  وقد سلك المؤلف | طريق الإنصاف حيث نجده يأتي بأقوال الطوائف والفرق وكذا الآحاد من الناس دون أن يحيف أو يميل على أحد، ويأتي بأدلة الجميع وشبههم، ثم بعد ذلك يجيب على من أراد أن يجيب عليه بإجابة دقيقة، ويعضدها بالأدلة العقلية والنقلية، وبأقوال أئمة العترة $ إجابة شافية كافية في المراد، ونجده أيضاً قد ألَمَّ بمعظم أقوال الفرق، بل حتى أقوال أهل الملل كما سيجد ذلك القارئ الكريم، فهذا الشرح الكبير وكذا الشرح الصغير يُعَدَّان من أعظم ما أُلِّف في علم الكلام، بل إنهما صارا مرجعين لكثير من العلماء ومن نظر فيهما علم معنى قول الإمام القاسم # في المتن:
  واحرز نفيساً من نفائس نثره ... جمعت بغوص في خضم صافي
عملنا في التحقيق
  قد جرينا في عمل التحقيق على ما قد اصطلح عليه المحققون وذلك معروف عند القراء والمحققين، أما فيما يتعلق بالكتاب نفسه فقد اعتمدنا فيه على نسخة مصورة على نسخة المؤلف ¦، وجعلناها الاصل، وقد أبلغنا الجهد في الإتيان بنص المؤلف؛ فلم نحتج إلى مقابلته مع نسخ أخرى، ولكن لما كان في هذه النسخة أحياناً بعض طمسٍ نادرٍ وقليلٍ جداً عند تصويرها فقد استعنَّا