شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر صفات الله العلي وأسمائه الحسنى

صفحة 308 - الجزء 1

(فصل): في ذكر صفات الله العلي وأسمائه الحسنى

  قال الإمام يحيى # واعلم أن لفظ الصفة يطلق وله معان ثلاثة:

  أولها في أصل اللغة وهو عبارة عن قول الواصف وليس مقصودهم إنه يطلق على كل قول بل القول الذي يدل على بعض أحوال الذات كقولنا: طويل وقصير وعاقل وأحمق وكريم فيقولون إن هذه الأمور أوصاف لغوية ولا يقولون في نحو رجل وفرس وزيد وعمرو أنه وصف لما كان الأول دالاً على بعض أوصاف الذات دون الثاني.

  والمعنى الثاني في عرف اللغة وهو يستعمل فيما يفيده قول الواصف ويتظمنه فالتأليف في الجسم وصف في العرف لما تضمنه قولنا طويل وحصول العلم وصف في الواحد منا لما تضمنه قولنا عاقل ووجود السواد في المحل وصف لما تضمنه قولنا أسود وهكذا القول في جميع ما تضمنه الأوصاف الجارية فإنه وصف باعتبار ما تضمنه لا باعتبار إطلاقه في نفسه.

  والمعنى الثالث في مصطلح المتكلمين وقد ذكروا للصفة معنيين عام وخاص؛ فالعام هو كل أمر زائد على الذات تابع للذات داخل في ضمن العلم بها والوصف لها وإنما كان هذا عاماً لأنه يشمل الحكم والصفة والسلب والإيجاب جميعاً.

  وأما الخاص فهي الخصوصية التي لا تستقل بنفسها ويكفي في تحقيق معقولها مجرد الذات، فقولنا هي الخصوصية عام فيها وفي غيرها وقولنا التي لا تستقل بنفسها ينفصل عنها الذات وقولنا التي يكفي في تحقيق معقولها مجرد الذات يفصلها عن الحكم فإنه لا بد فيه من اعتبار غيرين يعلم بينهما ويكونان أصلاً في معقول حقيقته كصحة الفعل فإنها مستندة إلى القادر والمقدور وهكذا القول في سائر الأحكام فإنها أمور إضافية لا تستقل بنفسها وتفتقر إلى الاعتبار كما ذكرناه ومعقولها مخالف لمعقول الذوات فإن الذوات في أنفسها مستقلة لا