شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[كلام الإمام يحيى # على بعض فرق الكفار ومذاهبهم]

صفحة 328 - الجزء 1

  بالنبوءات والشرائع وأحوال المعاد وأحوال الآخرة وأكثر عقائدهم في هذا على خلاف الحق لميلهم فيها إلى الآراء واتباع الأهواء وإعجابهم بنفوسهم بدقة النظر وترفعهم على الخلق بغاية الذكاء والكياسة وهذا هو الداء الذي لا دواء له، والجهل الذي لا مزيد عليه.

  القسم الثالث: ما يتعلق بالأمور الرياضية وموضوعها الحساب والهندسة وهو كلام في المقادير والأشكال والأعداد وليس فيه كثير فائدة.

  القسم الرابع: الأمور الطبعية وموضوعه أجسام العالم ومعرفة أحوال الحركة والسكون وما يعرض فيه من أنواع التغيرات وأحوال الفساد فجميع مضطرباتهم في النظر لا تخرج عن هذه الأقسام الأربعة.

  قال: ونحن نستقصي في الرد عليهم فيما يتعلق بالأمور الإلهية ومسائل الديانة لأنه المهم.

  إلى أن قال: واعلم أن الوجود المطلق عندهم منقسم إلى قسمين واجب الوجود، وممكن الوجود.

  فالقسم الأول واجب الوجود وهو الحق⁣(⁣١) وهو في نفسه واحد من كل وجه لا يتطرق إليه التعدد، وهو خال عن الانقسام بالقوة والفعل والكثرة والإمكان، وهو الله تعالى علواً كبيراً.

  القسم الثاني ممكن الوجود وهو منقسم إلى جوهر وعرض فالجوهر عندهم أمور خمسة: العقل والنفس والهيولى والصورة والجسم فكل واحد من هذه الأمور الخمسة يطلق عليه اسم الجوهرية على تقاسيمها الخمسة.

  وأما العرض فيطلق عندهم على مقولات تسع: الكمية والكيفية والإضافة والزمانية والمكانية والوضعية والملكية والفعلية والانفعال.


(١) أي: ربهم. (من هامش الأصل).