[خرافات بعض الفلاسفة والجواب عليها]
  وأما كيفية صدور المركبات الجسمية عن المواد العنصرية فقالوا خذلهم الله وأبادهم: إن هذه المواد العنصرية إذا استعدت وامتزجت وتفاعلت في أنفسها يحصل منه أمور خاصة ويتركب منها أجسام عجيبة وهي في استعدادها على خمس مراتب:
  الأولى: إذا استعدت استعداداً مّا فيه ضرب من الاعتدال حصل منه الجو والبخار والدخان والسراب وما شاكل هذه الأمور.
  الثانية: أنها إذا اعتدلت اعتدالاً أخص من الاعتدال الأول حصل منه المعادن والجواهر النفيسة ونحوها.
  الثالثة: إذا اعتدلت اعتدالاً أخص من هذا الاعتدال حصل منها الأجسام النباتية على اختلاف أنواعها وأجناسها.
  الرابعة إذا اعتدلت اعتدالاً أخص من هذا الاعتدال حصل منها الحيوانات كلها على اختلاف صفاتها وأشكالها وصورها وهيئاتها.
  الخامسة: إذا اعتدلت اعتدالاً أخص من هذه الاعتدالات كلها حصل منها خلقة الإنسان وهي عندهم غاية الاعتدالات وأكملها وإليها ينتهي الحد في الاعتدال الجسمي والتركيب العنصري وكلها في هذه الخمس المراتب حاصلة عن تفاعل هذه المواد العنصرية.
  قالوا أبعدهم الله في صفات الله سبحانه زعموا أن المبدأ الأول وهو الله تعالى موصوف بصفات ثبوتية وسلبية فالثبوتية هي قولهم: أول ومبدأ وموجود وجوهر وواحد وقديم وباق وعالم وعاقل ومعقول وعقل وفاعل وخالق ومريد وقادر وحي وغاسق ومغسوق ولذيذ وملتذ وجواد وحر محض فهذه عبارات ثبوتية عندهم لعنهم الله وأخزاهم.
  وأما السلبية فهي قولهم إنه تعالى ليس بجسم وليس بعرض ولا هو تعالى متعلق بغيره على معنى أن وجوده من غيره وأنه تعالى يستحيل عليه التغير وأنه تعالى لا