شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر صفات الله العلي وأسمائه الحسنى

صفحة 332 - الجزء 1

  يصدر عنه إلا شيء واحد فقط فهذه جملة ما يجري من الصفات الثبوتية والسلبية.

  وقد عرفت من سياق ما ذكرنا أن القائلين بالطبيعة وتأثيرها هم الفلاسفة ومن وافقهم على ذلك فإنهم زعموا أن الآثار الصادرة عن الأجرام الجسمية كالأشجار والحيوانات البهيمية والنفوس الإنسانية والجواهر المعدنية وغير ذلك من سائر الأشياء الوجودية إنما كانت بطبائع اختصت بها وقوى موجودة فيها.

  وأصل الأمور الطبيعية عندهم هي هذه الأمور الأربعة: الماء والهواء والأرض والنار، فإذا امتزجت هذه الأشياء الأربعة فيما بينها واشتبكت وتفاعلت في أنفسها حصلت عنها هذه المركبات من المعادن والأشجار والحيوانية والإنسانية وغير ذلك.

  قالوا: ثم تلك الطبائع منقسمة باعتبار ما يصدر كما ذكرنا من قبل إلى قسمين:

  الأول: له شعور بما يصدر عنه وهي النفوس الفلكية والأشخاص الإنسانية فإن لها شعوراً بالآثار الصادرة عنها.

  والثاني ليس له شعور وهو النفوس النباتية والجواهر المعدنية فإن هذه يصدر عنها آثار من جهتها وليس لها شعور بما يصدر عنها وكل هذا منهم توصل إلى قدم العالم ونفي الفاعل المختار بزعمهم لما لم يمكنهم إنكار المؤثر في هذه الحوادث في عالمنا أضافوها إلى قوى في الأجسام وخواص طباعها، وقالوا إن الأجسام متحركة لذواتها ثم اتفق في حركاتها أنها تصادمت فحصل من تصادمها أي: امتزاجها وتفاعلها هذا العالم إلى غير ذلك من الهذيان.

  وقد أحببت ذكر بعض ما قالوه ليعرفه العقلاء أنه كهذيان المجانين وأنهم ليسوا من الإسلام في شيء وإن تستروا به كما ستعرف ذلك في إبطال ما زخرفوه إن شاء الله تعالى.

  قال الإمام يحيى #: والكلام عليهم فيما زخرفوه من هذه المذاهب