شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر صفات الله العلي وأسمائه الحسنى

صفحة 338 - الجزء 1

  ولهم مقالة ركيكة في أمر المعاد أغفلنا ذكرها لقلة جدواها.

  وأما الملاحدة الدهرية فقال الإمام يحيى # إن أقوالهم في تركيب العالم وأصله مضطربة اختلقوها من أنفسهم وهم أربع فرق:

  الفرقة الأولى وهم الأكثر: زعموا أن العالم قديم لم يزل وليس لأجناسه عدد يعرف ولا نهاية للعالم من جميع جهاته من يمين وشمال وخلف وقدام والأعالي والأسافل في مساحة ولا عدد، وأنه لم يزل يتحرك ويتغير.

  الفرقة الثانية: زعموا أن العالم مركب من خمسة أشياء وهو هكذا لم يزل من حرارة وبرودة ويبس وبلة وروح سابحة في جميع الأجسام تدبرها وتصرفها وأنها لم تزل مختلطة كما هي عليه الآن وأنه لا شيء في العالم غير هذه الخمسة وأفعالها وفعل كل واحد منها يخالف فعل الآخر.

  وأنه لا شيء من العالم إلا والروح حاصلة فيه مع هذه الطبائع الأربع إلا أن الروح يكثر في بعض الأشياء ويقل في بعضها، ويظهر ويخفى على قدر اختلاف الأمزجة والطبائع.

  وزعموا أن هذه الأجسام لم تزل تتحرك وأنه لا أول لحركاتها.

  الفرقة الثالثة: زعموا أن العالم مركب من طبائع أربع لا غير وأنه لا خامس روحاً ولا غيره وزعموا أن هذه الطبائع بسيطة غير مركبة في أنفسها وربما يقولون إنها مفردة في الوهم والوصف دون الحقيقة والصورة.

  الفرقة الرابعة: قالوا: العالم مركب من خمسة أشياء طبائع أربع ولم يزل معها شيء خامس هو خلافها وهو مختار للفعل والطبائع في أنفسها غير مختارة للفعل وإنما يجري على وفق طباعها إلى غير ذلك من التخيلات الكاذبة.

  قال #: وجميع فرق الدهرية متفقون على إنكار الحشر والنشر وأحوال القيامة وأنه لا ثواب ولا عقاب وعلى رد ما أتت به الرسل À في شأن الأمور الأخروية والتصديق بالجنة والنار.