شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر صفات الله العلي وأسمائه الحسنى

صفحة 337 - الجزء 1

  وقد قيل إن في أطراف العالم قوماً مستمرين على عبادة الأوثان وليس في المذاهب بأجمعها أسخف عقولاً ولا أضعف أحلاماً من عبادة غير الله ولقد أكثر الله في كتابه الكريم من تهجين آرائهم والمقت لهم قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ...} الآية [الحج: ٧٣]، ونحو ذلك انتهى.

  وأما القائلون بتأثير النجوم فقال الإمام يحيى # في كتاب الشامل: هم فرقة من الصابية وغيرهم قال: وقد حكى أصحاب المقالات عنهم مذاهب مختلفة وآراء مضطربة فأما العالم فلهم فيه مذهبان:

  أحدهما: أن العالم في نفسه قديم الهيولى يعنون أصله، وأن تراكيبه محدثة.

  وثانيهما: قول بعضهم إن العالم محدث وله صانع كمقالة أهل الإسلام.

  وأما كيفية تأثيره تعالى في أفعاله ففيه محتملان:

  أحدهما: أن يكون مذهبهم أنه تعالى موجب بالذات فعلى هذا يكون رأيهم كرأي الفلاسفة.

  وثانيهما أن يكون تعالى فاعلاً بالاختيار والله أعلم أيّ ذلك يقولونه.

  قال: وأما مذهبهم في صفاته تعالى فقد قال بعضهم: إنه تعالى لا يوصف إلا بالأمور السلبية لا الثبوتية لأنها توهم التشبيه.

  وقال بعضهم: لا يوصف بشيء لا سلباً ولا إثباتاً وإنما يوصف بأنه حقيقة فقط.

  قال: ومذهبهم في هذا قريب من مذهب التعلمية.

  قال: واعلم أن الذي أجمعت عليه كلمتهم هو القول بأن هذه الأفلاك السبعة أحياء ناطقة وأن الله تعالى فوض تدبير العالم السفلي إليها وهي المؤثرة في هذه الحوادث في عالمنا هذا، ويجب علينا عبادتها وهي تعبد الله تعالى؛ لأن الله أجل من أن يكون معبوداً لنا.

  ومن الناس من زعم أنهم فرقة من فرق النصارى والأولى أن يكونوا فرقة على حيالها؛ لأن آراءهم في الديانة والأمور الإلهية مخالفة لمذهب النصارى، قال: