[المقدمة]
[المقدمة]
  
  وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، اللهم أعن يا كريم.
  الحمد لله الذي دلنا على معرفته، بما أرانا من عجائب مصنوعاته، وألهمنا - وله الحمد - الانقياد لربوبيته، بما ركب فينا من العقول التي جعلها سبحانه علينا ولنا من أعظم حججه وآياته، وردعها بعزته، عن إدراك كنه ذاته، بما فطرنا عليه من العجز عن إدراك كثيرٍ من مخلوقاته، وعلّمنا جل وعلا ما يحق له علينا في تقديسه وتعظيمه من أسمائه الحسنى وصفاته، ونبهنا - سبحانه وتعالى - على أن لا شريك له بما أحكم وأتقن من تدبير خلقه من أرضه وسماواته، وعلى أنه ليس كمثله شيء بما ذرأ وبرأ من متشابه خلقه، وغير متشابهه الذي لا بد أن ينتظمه الشبه في أي أوصافه وسماته، وبما ركز في العقول من أن كل فاعل لا يشبه شيئاً من مجعولاته ومفعولاته، الأول الذي كوَّن الأشياء من العدم المحض، والآخر الباقي بعد فناء الدنيا والسماوات والأرض.
  وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له الملك الديان، والمتفضل بكل إحسان، والممتن بتعريض الإنسان بالتكليف إلى الدرجات الرفيعة من الجنان، العدل الحكيم، الرؤوف الرحيم، الذي لا يظلم العباد، ولا يحب الفساد، ولا
(١) قال في هامش نسخة (أ) المخطوطة من نسخ الشرح الصغير في مثل هذا الموضع ما يلي: ومتعلق الباء محذوف تقديره: أفتتح أو أبتدئ ويقدر مؤخراً اتفاقاً ... إلخ، وعلى قوله: «أفتتح» رمز أشار به إلى كلام الإمام الحجة مجد الدين بن محمد المؤيدي # محاذٍ لهذه الحاشية قال فيه ما يلي: الأولى في التقدير أن يكون من جنس ما ابتدئ فيه لتكون البركة عامة لجميعه كما ذكروا ذلك وقد ورد به التنزيل قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}[العلق: ١]، فجعل المتعلق من جنس القراءة وغير ذلك فالمناسب أن يكون هنا أؤلف أو نحوه والله اعلم. تمت كاتبها مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي غفر الله لهم.