شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر ما قيل في صفاته تعالى

صفحة 351 - الجزء 1

  الألباب إلا لله معلومة لأنه وإن وقع بين الأشياء ما يقع من الاختلاف فلن يوجد واقعاً إلا بين ذوات الأوصاف وكل واحد منها وإن خالف غيره في صفة فقد يوافقه في صفة أخرى كان مما يعقل أو كان مما يلمس أو يرى.

  فإن اختلف محسوسان في لون أو طعم اتفقا فيما لهما من حدوث الجسم وإن اختلف معقولان في فعل أو همة اتفقا فيما يعقل من أصولهما المتوهمة كالملائكة والإنس والشياطين التي أصولها في النفسانية واحدة متفقة وهممها وأفعالها مختلفة مفترقة فهمم الملائكة الإحسان والتسبيح وهمم الشياطين العصيان والقبيح، وهمم أنفس الإنس فمختلفة كاختلافها في قصدها وإسرافها فتحسن مرة وتبر وتسيء تارة وتشر.

  إلى قوله #: وليس من وراء ما قلنا من الدرك لمعرفة الله والوصول إلى العلم بالله قول ولا بعد الذي عددنا وحددنا في أصول المعارف بالله أصل معقول وإنما يعرفه أولو الألباب بصنعه وبما أرانا سبحانه من سماواته وأرضه. انتهى.

  فكيف ساغ لكم أن تقولوا إن ذاته تعالى مشاركة للذوات في الذاتية وهل ذلك إلا مجرد خرص ووهم لا يؤمن معه الجهل بالله سبحانه وتشبيهه بخلقه جل وتعالى عن ذلك.

  والجواب عن الثاني: أن نقول قولكم إنا إذا علمنا القديم تعالى أولاً ثم علمنا ثانياً أنه قادر ... إلى آخره مغالطة لأنه لم يعلم الله تعالى من لا يعلم كونه قادراً وعالماً وحياً ونحو ذلك فتكرار النظر لأجل معرفة ذات الله سبحانه وتعالى المخالفة لجميع الذوات كما سيذكره الإمام # في الجواب عليهم وكما حققناه من كلام العنسي | فيما سبق لا لأجل زيادة على معرفة ذات الله تعالى حصلت بعد معرفة ذات الله سبحانه.

  واعلم أن الإمام يحيى # حكى في الشامل الكلام في هذه المسألة فقال: العلماء بالإضافة إلى الخوض في هذه الأحوال طبقتان: